إقالة المخلافي. . . هل نجحت حملة الشمة؟
د. عيدروس النقيب
يتذكر الجميع تلك الحملة الشعواء التي تعرض لها الأستاذ عبد الملك المخلافي من قبل العديد من المراكز الإعلامية التابعة لبعض مراكز القوى النافذة داخل السلطة الشرعية، لتبين لنا أن هؤلاء حتى وإن توحدوا في بعض القضايا (وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالجنوب) فإنهم لا يقبلون حتى من يشاركهم في كل شيء ويختلف معهم في شيءٍ واحد (شيءٍ واحدٍ فقط)، ويتوقع الكثيرون أن قرار إعفاء الأستاذ عبد الملك المخلافي من منصبه كوزير للخارجية (طبعا لم يشر القرار إلى منصبه كنائب لرئيس الوزراء) يأتي كثمرة لتلك الحملة المغرضة والمنظمة جداً. حملة الشمة جاءت منافية لشرف الاختلاف وأبجديات الخصام السياسي لتبين مدى الانحطاط الذي وصل إليه بعض مراكز الإعلام اليمني (بكل أسف)، والمؤسف أكثر هو أن تجد تلك الإشاعات الهابطة لها آذانا صاغية لدى صناع القرار السياسي المتعلق بمصير البلد. بعض المواقع الإعلامية بررت قرار الرئيس بإقالة المخلافي بأنه جاء بناءً على طلبه بسبب ظروفه الصحية التي لا تمكنه من القيام بمهامه بشكلٍ مثالي (وكأن بقية الطاقم الحكومي يقوم بعمله بشكلٍ مثالي)، وأضافت تلك المصادر أن الناصريين سيحصلون على تعويضات مناسبة في إطار التعيينات الحكومية القادمة، في إشارة إلى أن منصب مستشار رئيس الجمهورية الذي نقل إليه الأخ المخلافي لا تمثل شيئا ولا تعني أي (تعويض) للإخوة الناصريين مقابل خسارتهم الكبيرة بإعفاء الأستاذ المخلافي من منصبه. وعلى كل حال يتوقع الكثير من السياسيين والإعلاميين أن خطة الشمَّة قد فعلت فعلها، وستثبت الأيام القادمة مدى صحة هذا التوقع من عدمها.