إعصار مكونو.. اغرق السيادة واذاب مساحيق الوطنية الزائفة!!!.

ناصر بن جوهر

لازلت أرى في مخيلتي ذلك المشهد الدرامي الذي ظهر فيه رئيس حكومتنا الموقرة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وهو يرقص طرباً ويتمايل يمنة ويسرة مختالاً بتواجده الهزيل هو ومجموعة من وزراء حكومته في جزيرة سقطرى، بل وبوصف أكثر دقة كان يتباهى بحبه للجزيرة وأهلها وحرصه على تنميتها وتطوير بنيتها التحتية وخلق فرص عمل لشبابها وشاباتها الذين وعلى مدى سنوات طويلة لم يروا من الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد سوى عرضهم لبعض البومات الصور التذكارية لهم فيها، متناسين معاناة اهالي سقطرى ومطالبهم المشروعة!!.

كما أنني لازلت اتذكر ما أحدثه تواجد حكومتنا من ضجيج إعلامي في معظم وسائل الإعلام المهترئة التي أن صح التعبير يجب أن تسمى وسائل إجرام، وليست وسائل إعلام لكونها تعمل على تسميم عقول المواطنين البسطاء وتجييش الناس واستعطافهم تحت مسمى انتهاك السيادة الوطنية، بينما أن وراء ذلك التجييش أهداف حزبية، وشخصية قذرة لا تمت إلى السيادة الوطنية بصلة، البعيدة كل البعد عن أجندتهم!!

اليوم، فقط ادركنا أن السيادة الوطنية التي كانت منتهكة في سقطرى ماهي إلا فقاقيع إعلامية يراد من خلالها تعبئة الرأي العام ضد أحد أهم أطراف التحالف العربي الفاعلة بقوة داخل الأراضي اليمنية، واختلطت دماء بواسله مع دماء اليمنيين المدافعين عن الأرض والعرض، ولم يتخذوا من (الفنادق) جبهة مستعرة، ومن خلف شاشات الدفع المسبق!!.

اليوم، كشفت الرياح العاتية والأعاصير الهائجة سوءة وعورة حكومة ابن دغر، التي لم يمض حينا من الزمن ً منذ أن رقصت على اراضي تلك الجزيرة المنكوبة بداعي الدفاع عن السيادة المنهوبة.. وأذابت امطار (ماكانو) كل مساحيق الوطنية الزائفة التي ادعتها حكومتنا الرشيدة، وعزفت على أوتارها لأسابيع طويلة، بل وتباكت على جثامينها بعد أن تركتها مجندلة هناك في العاصمة صنعاء يعبث بحيائها وشرفها ثلة من الأغبياء والرعاع والسذج من البشر!

أتساءل بمرارة: أين تلك السيادة اليوم أيها السادة ؟!
اليست سقطرى جزء لايتجزاء من تراب هذا الوطن؟!

أين ذهبت تلك الهالة الإعلامية والهاشتاجات التي ازكمت انوفنا حينها؟!!

جزيرة سقطرى يا سادة تعاني اضرارا جسيمة بعد ان ضربتها عاصفة مدارية تحولت إلى إعصار هائج، وأكتفى المتباكين على السيادة بوصفها منطقة منكوبة، وتركوها وحيدة تصارع من أجل الحياة، ووقف بجانبها ذلك الطرف الإنساني الذي أتهموه بانتهاك السيادة، ويا للعجب!!!!.
سقطرى، تغرق فعلاً، بسبب ما تتعرض له من كوارث طبيعية وفيضانات واعاصير، ولم نر من تجييش للرأي العام، والهالة الإعلامية الضخمة لمساعدة اهالي تلك الجزيرة وانقاذهم من الموت، وبالأمس القريب ملأوا الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي ضجيجا، لدرجة أشعرونا معهم أن سقطرى جزيرة مسروقة، وسيتم نقلها إلى خارج الحدود اليمنية!!!
اتساءل مرة أخرى بمرارة لا تقل عن مرارة أهالي أرخبيل سقطرى:
ماذا قدمت الحكومة اليمنية وهي تعلم منذ أسبوع بقدوم العاصفة المدارية نحو الجزيرة؟!

اليس من الأحرى أن تتخذ الحكومة العديد من التدابير والاحتياطات اللازمة؛ لمساعدة السكان والتخفيف من تلك المعاناة؟!
خاصة وأن الجميع سمع نواح وبكاء حكومة (الفنادق) على سقطرى، وانه تم اقتطاعها واحتلالها من قبل دولة الامارات؟!!!!. ..
لن أكن ملكيا أكثر من الملك دفاعا عن الإمارات، وبعيداً عن كل المناكفات السياسية (الوسخة) أقول:

ماذا قدمنا نحن اليمنيون لأبناء سقطرى حتى اللحظة..؟!!
ألم نخجل، وتخجل حكومة (الفنادق) معنا، ونحن نشاهد محافظ سقطرى الشاب، وهو يسير على قدميه، محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه من البشر والشجر والحجر في الجزيرة دون ادنى لمقومات السلامة له، .فما بالكم بغيره من السكان؟!!!.

هنا تتجلى القذارة السياسية في اقبح صورها لهذه الحكومة التي تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الشعب، بالإضافة الى الحرب والفقر وتدهور الاقتصاد (المصائب لا تأتي فرادى)!!!.

ولأن حبل الكذب قصير، فقد ظهر المعنى الحقيقي لمفهوم السيادة _ بحسب الحكومة اليمنية_ في هذه الأوقات العصيبة التي تعيشها جزيرة سقطرى التي ناح عليها النائحون وقت الرخاء والتقاط الصور التذكارية عند أحجار أساس الوهم لمشاريع لا تعرفها المديرية إلا منذ أن وطأتها أقدام دولة الإمارات وذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر الاماراتية.
يجب أن يدرك الساسة ووزراء الحكومة وجيش الاعلاميين والناشطين حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم جميعاً تجاه ابناء سقطرى، بدلاً من العويل السياسي، والتهويل الإعلامي الذي لم يستفد منه ابناء الجزيرة. .واليوم هاهي الفرصة قد سنحت لهم أن أرادوا إثبات وطنيتهم وحرصهم على سيادة وسلامة سقطرى إنسانا وثروة وكيانا، وأن كنت قد غسلت يدي منهم تماما، والكرة في ملعبهم!!!!!


مقالات الكاتب