النساء في مناطق الحوثي.. انتهاكات لا تتوقف لتفتيت النسيج المجتمعي
توالت جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية بحق النساء في مناطق سيطرتها وذلك لأسباب وذرائع مختلفة تبرهن على أنها تستهدف بالأساس إثارة الرعب في نفوسهن وتسهل مهمتها نحو تجنيد الأطفال الذين يعيشون في أوضاع صعبة جراء ما تتعرض له أسرهم، وتعمد المليشيات على استهداف النساء كوسيلة لتفكيك الأسر واختراق النسيج المجتمعي في مناطق سيطرتها.
ووثقت تقارير حقوقية (6467) انتهاكات بحق النساء منذ بداية العام 2015 وحتى يونيو من العام الجاري في محافظات مختلفة وتنوعت ما بين (1691) حالة قتل واستهداف مباشر، (3741) إصابة جراء قصف مدفعي وانفجار العبوات الناسفة والألغام وكذلك القنص والإطلاق العشوائي للرصاص إلى جانب (195) حالة اختطاف قسري، و(70) حالة تعذيب، وسط توقعات بأن تكون الأرقام أكثر من المعلن عنها من جانب المنظمات الحقوقية والتي لا تصل إلى كافة الجرائم.
يرى مراقبون أن انتهاكات المليشيات الحوثية بحق النساء تستهدف بالأساس خلق حالة من الرعب في المجتمعات التي تقبع تحت سيطرة المليشيات، كما أنها تعبر عن حالة الضعف التي تهيمن على العناصر المدعومة من إيران والتي ترى أن أقصر الطرق لفرض سيطرتها على مناطقها يكون من خلال ارتكاب جرائم بحق النساء دون أن يكون لديها القدرة على استهداف كثير من المجتمعات القبلية التي تقف بالمرصاد لجرائمها.
ودائما ما توظف العناصر المدعومة من إيران حالة القدسية التي توفرها المجتمعات العربية بوجه عام للمرأة من أجل التأكيد على سطوتها، وتحاول جاهدة لأن تعاقب المواطنين على صمودهم في وجه جرائمها من خلال استهداف السيدات اللاتي يتحملون مشقة الحرب المستمرة للعام السابع على التوالي.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن صنعاء شهدت جملة من الاعتداءات على النساء خلال الأيام الماضية، وذكر شهود عيان قيام مندوب حوثي بإحدى محطات حافلات النقل الأجرة (وسط صنعاء) بالاعتداء على امرأة أربعينية أمام مرأى ومسمع من المواطنين والمارة.
وأظهر «فيديو» تداوله ناشطون تجمع مواطنين كثر حول المرأة المعتدى عليها، عقب صراخها بأعلى صوتها واستنجادها بهم للتدخل لإنقاذها، وحسب الشهود الذين وجدوا لحظة وقوع الاعتداء، فقد كرر مندوب المليشيات اعتداءاته بالضرب على المرأة أكثر من مرة، وهدد جموع المواطنين بعدم التدخل لإنقاذها.
وأظهر فيديو آخر اعتداء مشرف تابع للعناصر المدعومة من إيران على نساء في صنعاء أيضًا وطردهن من أراضيهن، حيث استغلت القيادات الحوثية لنفوذها في مواصلة ارتكاب جرائم الاعتداء والسطو بقوة السلاح على ممتلكات وأعراض الأبرياء، وتعد تلك امتدادا لجرائم العناصر الإرهابية لنهب الأراضي والعقارات الخاصة والعامة في مناطق سيطرتها، إضافة إلى أنها تعد أيضا امتدادا لجملة من الاعتداءات والتعسفات الحوثية المتكررة بحق السيدات.