المزاج الجنوبي ليس عصيا على الفهم!

صالح علي الدويل باراس

الثابت التاريخي ان الجنوب العربي شريك حضاري في موروت الجهة اليمانية الممتدة من الركن اليماني الى شواطئ بحر العرب والمحيط الهندي شريك باسهاماته الحضارية بتميّزها ومسماها وليس تبع او فرع من اصل لاخر او اخرين جمعته واياهم الجهة الجغرافية المسماه الجهة اليمانية

على هذه الثابته يمكن قراءة وفهم المزاج السياسي الجنوبي فهو ليس عصيا على الفهم بل هو مزاج اثبت فشل النخبويين الطلائعيين الثوريون الذين يؤمنون ان ماتراه الطليعة العقائدية "يجب" ان يراه الشعب بانكار كل الجذور والعوامل الطبيعية والثقافية والتاريخية وقولبتها في ذلك "الواجب الذي تراه" وعدم فهم المزاج الجنوبي تاسس حين تجاوزوا تلك الحقيقة وهم لايملكون ادوات الفهم وسيستمر مادام التناول العقائدي الحركي او الدعوي يتجاوز العوامل والجذور

✅ كان المزاج الجنوبي مع ثورة 14 اكتوبر ضد محتل بينما الطليعة الثورية الصقت الافق اليمني بها !!فما ثار جنوبي مطلقا ليكون الجنوب جزءا من حكم اليمن ولا فرعا من اصله

المزاج الجنوبي يطالب بالعودة الى ماقبل عام1990 ومطالبته بالعودة لجذوره الطبيعية والثقافية والتاريخية ، ويرفض وحدويتها واشتراكيتها وتقدميتها لان تلك الشعارات لم تكن مزاجا جنوبيا بل مزاج الثوريين الطليعيين

✅ اتشح المزاج الجنوبي بالعلم ورفض النشيد!! فقد ارتبط العلم في مزاجه بدماء شهدائه الذين اسقطتهم اليمننة وهم يلتحفون به ، وصار النشيد الذي تردده قتلتها من عفاشية او اخوانية او حوثية في المزاج الجنوبي مرتبطا بسفك دماء شهدائهم الذين سقطوا بسلاح الافق اليمني الذي فرضه الطلائعيون فتحول في الجنوب الى ادارة بالاستعمار!! فرفعوا العلم ، ولم يقبلوا النشيد فهو نشيد مستعمر

✅ مزاجهم ليس عصيا فليس في مزاجهم من علاقة بين رفض الهوية اليمنية فيهم والهوية العربية بل هم جنوب العرب هكذا عرفوا انفسهم وعودتهم عودة عربية الى جذورهم العربية واحترام وصيانة حقوق التجاور مع هوية اليمن التي تجاورهم في الجغرافيا

✅ قضية الجنوب ليست في رشوة بالوظائف الحكومية والدبلوماسية في زمن الحرب بل قضية وطن واستقلاله وقد جرّب الجنوبيون الرشوة الوظائف بعد الوحدة وكيف اتفق الرئيس وشيخ الرئيس على التنصل منها وتحولت الى تكفير وحرب ونهب فيه !!واختزال القضية الوطنية بالوظائف او ان الجنوب تحت سيطرة قيادات جنوبية!! حجة مدحوظة فالخلاف ليس على جيناتهم بل على ما يحملونه من مشروع
ففي وبعد حرب 1994 حكمت طرفية جيناتهم جنوبية ولم تمنع جيناتهم ان يُدار الجنوب بالاستعمار بل شرعنته والان لدى الحوثي طرفية وظيفية جنوبية فهل وجودهم يشرعن قبول الجنوبيين "للقطران الاخضر" وما يحمله من معانٍ وتغييرات في عمق موروثهم!!؟

✅ ما تسميه اليمننة تشرذم وتعرضه طرفيتها بانه قد يكون قسمة على اكثر من اثنين يسمونه في الجنوب "الانقسامية السياسية" وهي انقسامية ادارت الجنوب مئات السنيين تشبه الكنفدراليات وكانت تتوحد ضد اي خطر يتهدد جغرافيتها خاصة من مشروع الاجتياحات الزيدية التي كانت تتمدد الى اراضيها وتكفّرهم "كفر تاويل" لتنهب حقوقهم فتقاومها وتهزمها ولم يتحول ذلك التشرذم/ الانقسامية الى حروب وتصفيات قبلية ولم تسمح الانقسامية السياسية لتلك الاجتياحات ان تحوّل الجنوبيين الى اقنان "رعويين" في ارضهم

✅ لايحتاج الجنوبيون ان تفكّّر اليمننة في ايجاد حلول لهم فلن يعدموا اطارا للتوحد بمعزل عنها فهي لم تكن خيارا ومزاجا جنوبيا ليلة الاستقلال بل فرضها النخبويين وتحملها الان الطرفية النخبوية الحزبية الحركية وتياراتها وما يمنع الانفصال الان الوصاية الدولية وقراراتها وماسيمنعه مستقبلا قبول فرض الامر الواقع لمشاريع اليمننة بطرفيتة جنوبية فليس مهما من الجنوبي الذي يحكم في الجنوب بل ماهو المشروع الذي يحمله ويمثله!!؟ فالخلاف ليس على الجينات بل على المشروع الوطني الجنوبي او المشروع اليمني الذي تحمله تلك الجينات وهذه هي خارطة فهم المزاج الجنوبي.


مقالات الكاتب