قصة 3 طائرات وصلت إلى بر الأمان بعد تعطل جميع محركاتها

الاثنين 28 مايو 2018 17:41:34
testus -US

شهد قطاع النقل الجوي 3 وقائع جوية شهيرة ارتبطت تفاصليها بتوقف جميع محركات الطائرة وهي في الأجواء، لكن الملفت في الأمر هو هبوط الطائرات في بر الأمان دون أي ضحايا، وتذكرنا هذه الوقائع الجوية بأنه حتى إذا فشل كلا المحركين، فلا تزال هناك فرصة جيدة للوصول إلى الأرض بأمان.

ففي عام 2001 فقدت طائرة تحمل 293 راكبا و13 من أفراد الطاقم طاقة محركيها وهي في منتصف الطريق من تورنتو إلى لشبونة فوق المحيط الأطلسي بسبب تسرب الوقود، فالرحلة التي كانت تحمل الرقم 236 وتتبع شركة طيران ترانسات، هبطت بنجاح فيما بعد بقاعدة لاجس الجوية وتحديدا على جزيرة تيرسايرا، إذ أنه وبعد فقدانها للمحرك الأول، سارع كابتن الطائرة لإعلان حالة الطوارئ، وفيما كان برج المراقبة يوجه الطائرة وهي من طراز إيرباص A330 إلى جزر الأزور، توقف المحرك الثاني أيضاً بعد مرور 10 دقائق، لكن كابتن الطائرة ومع خبرته الكبيرة وبمساعدة زميله استطاع التحليق بالطائرة لمدة 19 دقيقة لمسافة تصل إلى نحو 75 ميلاً جوياً (الميل الجوي = 1.8كم) في وضعية الانزلاق تدريجياً.

ويمكن للطائرات عموماً أن تستمر بالتحليق على الأنظمة الحرجة، من دون وجود أي قوة دفع من المحركات، ويسمى ذلك بالطيران في "وضعية الانزلاق"، و تتميز الطائرات بمعدلات انزلاقية مختلفة وفقاً لنوع كل طائرة، ويتم تحديد مسافة الانزلاق عن طريق احتساب قوة رفع جناح الطائرة إلى قوة السحب، ويعني ذلك أنها ستفقد الارتفاع بمعدلات مختلفة، مما يؤثر على المدى الذي يمكن أن تطير فيه بدون محرك الدفع، وتلجأ الطائرة إلى عمل سلسلة من الإجراءات الخاصة وأجهزة التوجيه للحفاظ على الارتفاع المطلوب مع انسياب تدفق الهواء على الأجنحة، في حين أن مسافة التحليق والوقت يرتبط بالتحكم الدقيق في السرعة مع تشغيل عناصر التحكم بسلاسة لتقليل عملية السحب.

وفي 24 يونيو 1982 أقلعت رحلة الخطوط الجوية البريطانية من طراز بوينغ 747-400 من لندن إلى بيرث عبر مومباي وكوالالمبور وكانت الطائرة في الأجواء الإندونيسية وعلى متنها 263 راكبا و11 من أفراد الطاقم، واشتعلت المحركات الأربعة وتوقفت عن العمل بسبب دخولها سحابة كبيرة من الرماد البركاني، وأدرك الطاقم أن الطائرة قادرة على الانزلاق 23 دقيقة، وأكثر من 91 ميلا، ولدى اقترابها من جاكرتا للقيام بهبوط اضطراري، عادة جميع المحركات الواحدة تلو الأخرى إلى العمل وهبطت الطائرة بأمان.

أما الرحلة رقم 1549 التابعة لشركة الطيران الأميركية "يو إس أيرويز"، فقد هبطت اضطراريا في مياه نهر هدسون بعد نحو خمس دقائق من إقلاعها في 15 يناير 2009، في رحلة من مطار لاغوارديا بنيويورك إلى مدينة تشارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية، لكن بعد 90 ثانية من إقلاعها وعلى ارتفاع 3200 قدم أبلغ قائد الطائرة فقد السيطرة على كلا محركي الطائرة بعد اصطدامهما بالطيور.