صحابيات حول الرسول.. أم رعلة القشيرية الفصيحة مزينة النساء
رغم أنها لم ترافق الرسول عليه السلام، طويلا أثناء حياته، إلا أنها عرفت النبى وعرفها، وكانت لها مواقف جمعتها به، وبعد وفاته حزت كأنها لم تحزن من قبل على فراق أحد، هكذا كانت الصحابية أم رعلة القشيرية.
وبحسب كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، لها حديث أورده المستغفرى من طريق، وأبو موسى من طريق آخر عن ابن عباس: قال أن امرأة يقال لها "أم رعلة" وفدت على النبى (ص)، وكانت امراة ذات لسان وفصاحة وقالت: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته/، إنا ذوات الخدور، ومحل أزر البعول، ومربيات الأولاد، ولا حظ لنا فى الجيش، فعلمنا شيئا يقربنا إلى الله عز وجل".
فقال النبى: "عليكن بذكر الله آناء الليل وأطراف النهار وغض البصر، وخفض الصوت"، وفيه قالت: يا رسول الله إنى مقينة، أقين النساء وأزينهن لأزواجهن، فهل هو حوب فأثبط عنه؟، فقال (ص): يا أم رعلة فينيهن، وزينيهم إذا كسدن".
ويذكر أن أم رعلة غابت عن حياة الرسول، ثم أقبلت فى أيام الردة بعد وفاة النبى (ص) إلى المدينة، فحزنت عليه حزنا شديدا، وأخذت بالحسن والحسين تطوف بهما أزقة المدينة وهى تبكى بكاء مرا، ترثيه برثاء مؤلم منه: "يا دار فاطمة المعمور ساحتها/ هيجت لى حزنا حييت من دار".
فهاجت المدينة مأتما فلم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وأهلها يبكون.