5 قصص بطولية لطيارين أنقذوا أرواح مئات الركاب

الأحد 3 يونيو 2018 07:15:00
testus -US
العربية

جح طياران صينيان في الهبوط بسلام من طائرة ركاب بعد أن انفجرت نافذة زجاجية في قمرة القيادة أثناء التحليق في الجو، وتم الاحتفال بهم كأبطال من قبل الجمهور لنجاحهم في إنقاذ أرواح مئات الركاب منتصف الشهر الماضي، بحسب موقع " South China Morning Post".

ووصف الهبوط بأنه "معجزة"، وتعامل الطيار ليو تشوانجيان، قائد الخطوط الجوية في سيشوان، في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 40- درجة مئوية، مع أجهزة الملاحة يدويا لتوجيه الطائرة إلى مدينة تشنغدو بجنوب غربي الصين للهبوط الاضطراري بها.

ولم يصب أي من الركاب الـ119، لكن الطيار المساعد شو رويشين أصيب بقطع في الوجه جراء تناثر قطع زجاج عند تحطم النافذة الأمامية على ارتفاع 32,000 قدم وكاد يطيح به الضغط الجوي إلى خارج قمرة القيادة.

وعلى الرغم من أن الطيران لا يزال الوسيلة الأكثر أمانا للسفر وانخفاض معدل الوفيات جراء حوادث الطيران بشكل مطرد خلال العقدين الماضيين، إلا أنه لا تزال مهارة وشجاعة الطيارين هي الفيصل عند التعرض لخطر وقوع حوادث مؤسفة. فيما يلي 5 رحلات ركاب يتذكرها الطيارون بسبب المعجزات التي قاموا بها من أجل الهبوط بأمان، الأمر الذي ساعد المئات على النجاة من الوفاة بأعجوبة.

1. الرحلة رقم 1380

في يوم 17 أبريل 2018، أنقذت كابتن طيار أميركية، مقاتلة سابقة، أرواح 148 شخصاً على متن طائرة خطوط ساوث ويست الجوية Southwest Airlines من خلال هبوط اضطراري ناجح عقب انفجار أحد محركات الطائرة الركاب.

أدى انفجار المحرك إلى تحطيم إحدى نوافذ كابينة الركاب وقتل أحد الركاب، لكن الكابتن تامي جو شولتس احتفظت برباطة جأشها وظلت هادئة، بينما كانت تسيطر بصعوبة على المحرك الوحيد المتبقي في الطائرة للهبوط في مطار فيلادلفيا الدولي.

وتم الإشادة بكابتن شولتس، التي كانت واحدة من أوائل الطيارين الإناث من مقاتلات البحرية الأميركية عندما تأهلت في الثمانينيات من القرن الماضي، من الركاب بسبب "أعصابها الفلاذية" وبكونها "بطلا أميركيا حقيقيا".

2. شرق الصين الجوية

وفي 11 أكتوبر 2016، نجح كابتن هي تشاو في تجنب تعرض طائرة تابعة لـ China Eastern Airlines، لحادث تصادم بالمدرج مع طائرة اخرى في مطار شانغهاي هونغتشياو الدولي من خلال الإقلاع الحاد، مما أسفر عن إنقاد حياة 439 شخصا كانوا على متن الطائرتين.

كان برج المراقبة قد أعطى الضوء الأخضر للطائرة للإقلاع، وفي نفس اللحظة رصد الطيارون طائرة أخرى تعبر المدرج.

وسارع كابتن هي تشاو بتولي القيادة اليدوية للسيطرة ونفذ الإقلاع بزاوية حادة رغم تردد الطيار المساعد لمدة ثوان معدودة. وحلقت الطائرة فوق الطائرة الأخرى وتم تجنب تحطمها على بعد 19 مترا فقط.

وتمت مكافأة كابتن هي تشاو لاحقًا بمبلغ 3 ملايين يوان (ما يعادل 471,000 دولار أميركي) من قِبل شركة الطيران. كما أثبت التحقيق أن خطأ من قبل مراقب الحركة الجوية كاد يتسبب في الحادث المرعب.

3. طيران كاثي باسيفيك رحلة رقم 780

وفي 13 أبريل 2010، تمكن طياران برحلة تابعة لخطوط Cathay Pacific الجوية من الهبوط بأمان بطائرة إيرباص A330-342 في مطار هونغ كونغ الدولي على الرغم من فشل المحركين.

واضطرت الطائرة التي تقل على متنها 322 راكبًا وأفراد الطاقم إلى الهبوط بمعدل ضعفي السرعة العادية، نظرًا لعطل فني بالمحركات قبيل الهبوط.

وتم منح الطيارين الأستراليين، مالكولم ووترز وديفيد هايهو، جائزة بولاريس للبطولة والمهارة من قبل الاتحاد الدولي لرابطة الطيارين المدنيين.

وأصيب إجمالي 57 راكبا و6 من أفراد الطاقم بجروح طفيفة، ولم تزد أخطر الإصابات عن مجرد كسر في الكاحل لحق براكبة مسنة.

4. رحلة الخطوط الجوية الأميركية 1549

وفي 15 يناير 2009، حدث الهبوط الشهير في مياه نهر هدسون والذي أطلق عليه فيما بعد اسم "معجزة على هدسون"، حيث قام طيار الخطوط الجوية الأميركية كابتن تشيسلي "سولي" سولينبرغر بالسقوط بالطائرة بأمان إلى نهر هدسون بعد أن فقد كل قوة محركاتها.

كانت الطائرة، التي تحمل 155 راكبا قد اصطدمت بسرب من الأوز بعد دقيقتين فقط من إقلاعها من مطار لاغوارديا في نيويورك.

وفي الثواني التي تلت ذلك، قام الطيار سولي، الذي جسد الممثل الشهير توم هانكس شخصيته في فيلم باسمه "سولي" عام 2016، بموازنة خياراته - والتي شملت العودة إلى مطار لاغوارديا أو الهبوط في مطار تيتربورو في نيو جيرسي. لكنه قرّر أن يهبط بالطائرة في نهر هدسون، ليلتف لمسافة 270 مترا حول جسر جورج واشنطن. واستغرقت المغامرة 208 ثوانٍ، منذ أن ضرب الطائرة سرب الأوز وحتى لامست سطح مياه نهر هدسون.

وعلى الرغم من أن سولي قد تلقى إشادة عامة واسعة النطاق للهبوط الآمن، فإن هيئة سلامة النقل الوطنية، وهي وكالة تحقيق حكومية مستقلة، أجرت تحقيقاً حول ما إذا كان يجب عليه العودة إلى مطار لاغوارديا بدلاً من تلك المغامرة.

وجاءت نتائج التحقيقات، التي استغرقت عاما كاملا، بأن قرار كابتن سولي كان صحيحاً.

5. رحلة الخطوط الجوية البريطانية 5390

وفي 10 يونيو 1990، واقعة مطار سيشوان الأخيرة الكثير من الحوادث المماثلة حيث جرت أحداث قريبة الشبه منذ ما يقرب من 30 عاما على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية. تعرض كابتن طيار للامتصاص جزئيا إلى خارج قمرة القيادة بعد أن انفصل لوح زجاجي عن إطاره على ارتفاع أكثر من 17,000 قدم.

أقلعت الرحلة من مطار برمنغهام في إنجلترا، ثم دوى صوت انفجار قوي في قمرة القيادة حيث انفصلت لوحة النافذة عن إطارها، بسبب خطأ في التركيب.

وعلى إثر اندفاع الهواء من النافدة تعرض الجزء العلوي من جسم كابتن تيم لانكستر للانجراف إلى النافذة، وتمكن كابتن لانكستر من البقاء على قيد الحياة فقط بفضل أفراد الطاقم الذين تشبثوا باستماتة بكاحليه لمدة 20 دقيقة تقريبًا.

قام مضيف الطيران نايجل أوجدن، الذي كان في قمرة القيادة لتقديم كوب من الشاي للطيارين، بالتعلق بأرجل لانكستر بسرعة، بينما سيطر الطيار المساعد أليستير أتشيسون على الطائرة وقام بالهبوط الاضطراري في مطار ساوثامبتون. وظن الطاقم في بادئ الأمر أن كابتن لانكستر قد قضى لأن رأسه كان يرتطم بجانب نافذة قمرة القيادة، ولكن لحسن الحظ دخل فقط في غيبوبة وأصيب بجروح طفيفة، بسبب قضمة الصقيع والكسور. لم يصب أي من الركاب.