تحركات إخوانية مريبة تمهّد لتسليم بقية مديريات شبوة للحوثيين
تسابق الشرعية الإخوانية الزمن نحو تسليم محافظة شبوة لمحافظة شبوة، ليكتمل جانبًا رئيسيًّا من المؤامرة التي تُنفّذ ضد الجنوب، والتي تقوم بشكل رئيسي على تسليمه للمليشيات الحوثية.
وعلى الرغم من تصاعد حجم الغضب من السياسات الخبيثة التي تتبعها الشرعية الإخوانية، إلا أنّها تسعى بكل السبل الممكنة لإكمال مؤامرتها، وسعت لتحقيق ذلك في صمت، بعدما حاولت فرض سياج من السرية على علاقاتها مع المليشيات المدعومة من إيران.
وبات واضحًا أنَّ الشرعية لم تكتفِ بما سلمته من مديريات شبوة (العين وبيحان وعسيلان) للمليشيات الحوثية، لكنّها تخطّط لما هو أكبر، وذلك بتسليم المحافظة الغنية بالنفط بأكملها للمليشيات، وقد عملت في سبيل ذلك على سحب كل عناصرها المسلحة من المواقع لقمع الاعتصامات والاحتجاجات التي تملأ شبوة.
الخطوة التي أقدمت عليها الشرعية الإخوانية في هذا الصدد، تحمل دلالتين اثنتين فهي من جانب تمثّل رسالة بقمع الاحتجاجات التي ينظمها الجنوبيون وأنها عازمة على فض الاعتصامات بالقوة استكمالًا لجرائمها المعتادة ضد الجنوب وشعبه.
في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية الإخوانية تسعى من خلال هذه التحركات العسكرية أن تُبلغ المليشيات الحوثية الإرهابية بأنّها ستترك لها الجبهات من أجل التوسع الميداني في شبوة، عملًا على إسقاط المحافظة بشكل كامل في أقرب وقت ممكن.
سرَّعت الشرعية الإخوانية من وتيرة تحركاتها في هذين المحورين في الفترة الماضية بعدما وجدت أنّ الغضب الشعبي منها في محافظة شبوة يتزايد بشكل هائل، إلى جانب أنّها تخشى أنّ يتحول الأمر لما يشبه مواجهة شعبية لما يحمله ذلك من تهديد صريح ومباشر لمشروعها التآمري.
يرتبط تحرك الشرعية في هذا الإطار بمحافظة مأرب نفسها، حيث شوهدت عناصر إخوانية من تتحرك من مأرب إلى شبوة للمشاركة في قمع الاحتجاجات، في حشد إخواني يعكس أيضًا أن المليشيات الحوثية باتت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مأرب بشكل كامل مستفيدة من الانسحابات الإخوانية المتواصلة.
حرص الشرعية على إيجاد سيطرة حوثية على مأرب وشبوة هو جزء من مخطط واسع النطاق يهدف إلى أن تطويق الجنوب بشكل كامل، وتمكين المليشيات المدعومة من إيران من التوغل على أوسع نطاق لبعثرة الأوراق وضرب أمن واستقرار الجنوب بشكل كامل.