اعتقال لجنة وزارية يكشف ارتباك الشرعية في شبوة

عبَر إقدام الشرعية على اعتقال لجنة وزارية مكلفة رسميًا من وزارة الشؤون الاجتماعية بزعم أن الوزارة يترأسها وزيرا من المجلس الانتقالي الجنوبي عن حالة الارتباك التي تعانيها الشرعية الإخوانية، وذلك بفعل الحصار الشعبي الذي يضيق عليها يومًا تلو الآخر، وتساقط الأوراق التي وظفتها من قبل للتهرب من اتفاق الرياض وبناء تحالفها مع المليشيات الحوثية الإرهابية.

أضحت الشرعية تخشى من كل ما هو له علاقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وتحاول بشتى الطرق اتخاذ قرارات استفزازية وخلق معارك جانبية بعيدا عن حالة التوحد الجنوبية لطرد مليشياتها من شبوة، وتستهدف بعث إشارات على سيطرتها الأمنية في ظل حالة الضعف التي تعرضت لها وكان من نتائجها تجاهل المجتمع الدولي والتحالف العربي للتنسيق معها في مواجهة المليشيات الحوثية.

المراقب لتصرفات الشرعية خلال الأيام الماضية يدرك حقيقة راسخة وهي أنها تعاني قدر كبير من الاضطراب السياسي يدفعها لاتخاذ قرارات بعضها يبدو غير مدروسًا ويعبر عن تشتت تفكيرها بينها لجوء أحد قياداتها البارزين في مأرب للانضمام بشكل علني إلى المليشيات الحوثية.

كما أن الشرعية اتخذت قرارات معادية بشكل مباشر لقيادات المجلس الانتقالي بينها قرار اعتقال اللجنة الوزارية إلى جانب تورطها بالمساهمة مع عناصر مسلحة بشن هجمات إرهابية على منزل صالح هادي باديان رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة، تزامنًا مع توالي حالات الاعتقال التي تطال بين الحين والآخر قيادات محلية للانتقالي في شبوة قبل أن تقوم بالإفراج عنها.

يرى مراقبون أن الشرعية تتأثر سلبًا بالهزائم التي تتعرض لها المليشيات الحوثية وتشعر بأن الغطاء الذي تحتمي به للاستمرار في تصعيدها وجرائمها ضد الجنوب قابلا للسقوط في أي لحظة، وفي تلك الحالة لن يكون لها أي وزن سياسي أو عسكري على الأرض بعد أن حولت قوات الجيش إلى مجموعة من المرتزقة والعناصر الإرهابية التي يتحكمون في قراراتها وتوجهاتها دون أن يكون لديهم خبرات أو قدرات عسكرية من الممكن أن تساعدها على تحقيق مكاسب سياسية.

اعتقلت مليشيا الشرعية الإخوانية في نقطة بلحاف بمحافظة شبوة، أمس، لجنة وزارية مكلفة رسميا من وزارة الشؤون الاجتماعية، بتفقد مكتب الوزارة في محافظة حضرموت، بزعم ترأس الوزارة، وزيرًا من المجلس الانتقالي الجنوبي الشريك في اتفاق الرياض.

رفض مسلحو النقطة الإخوانية إطلاق سراح أعضاء اللجنة الوزارية، على الرغم من تقديم الأوراق الثبوتية وقرار التكليف الوزاري، وفتشوا هواتف الموظفين العموميين بعد إنزالهم من السيارة، ووجهوا إليهم ألفاظ خادشة، دون مبرر للاعتقال أو المعاملة الوحشية.

جاء تكليف اللجنة للنزول إلى مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة حضرموت لتقييم العمل، وتذليل العقبات أمام أعماله، وهو ما يبرهن على حرص الانتقالي الدءوب للالتزام باتفاق الرياض في مقابل وجود طرف أخر يحاول بشتى الطرق قطع الطريق أمام تنفيذ بنوده.

وتتواصل جهود المجلس الانتقالي لحصار الشرعية شعبيًا في شبوة، حيث دعت القيادة المحلية بالمحافظة المواطنين في مختلف المديريات إلى المشاركة في فعالياته الجماهيرية يوم الثلاثاء المقبل الموافق 30 نوفمبر، احتفالات بذكرى الاستقلال الوطني.

ونوه الانتقالي في شبوة لاعتزام لجان الإعداد للمناسبة تحديد مواقع للفعاليات الرافضة لممارسات قوى الاحتلال اليمني، والتنديد بمؤامرة مليشيات الشرعية الإخوانية على تقاسم المحافظة مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وتأكيد تمسك أبناء شبوة بحق تقرير المصير ضمن دولة الجنوب العربي.

وأوضح في بيان، أن الذكرى 54 للاستقلال الوطني في 30 نوفمبر، تمثل رمزية وطنية جنوبية، مشددا على أنها تتزامن مع تحديات ومخاطر يواجهها أبناء الجنوب عامة وشبوة على وجه الخصوص.