الذكرى 50 لقيام الإتحاد وتحية إجلال وإكبار للقائد المؤسس
د. خالد القاسمي
أن تمر الذكرى الخمسين لدولة خرجت للنور في مثل هذا اليوم ، وسط أوضاع إقليمية ودولية شهدت تراجعا وإنحسارا للمد الوحدوي العروبي ، بعد إنتكاسة العرب في 1967 وإنفصال سوريا عن مصر عام 1962 ، وتحديات خروج بريطانيا من الخليج نهاية عام 1971 ، وإحتلال إيران لجزرنا الثلاث قبل يومين من إعلان الإتحاد في 30 نوفمبر 1971 .
كل هذه الأوضاع وغيرها ، كان من المستحيل أن يتوقع المرء معها ولادة دولة من إمارات كانت بالأمس مشتتة ، تتدخل بريطانيا في شؤونها الداخلية فتثير النزعات والمشاكل والتفرقة .
إذا وضع إستثنائي الذي سعى من خلاله زايد للم شمل هذه الإمارات في دولة واحدة ، جهد أستمر من 1968 حتى 1971 ، لم يكن سهلا أو مفروشا بالورود ، بل هو تضحية بالوقت والجهد والمال .
فإقناع الآخرين بفكرتك حول الوحدة ليس بالأمر الهين كما كان يقول القائد رحمه الله ، ومن يبذل كل جهوده من أجل تحقيق أحلامه وأمنياته ، لا يخيب الله أمانيه وتطلعاته .
وهكذا كان النجاح حليف زايد ، حينما أعلن في مثل هذا اليوم عن ولادة دولة خليجية ، شقت طريقها للنجاح .
فكان للقائد ما أراد ، ومن يومها أتجهت كل الجهود للبناء والإعمار والتشييد ، وها هي اليوم بمرور خمسين عاما أصبحت في القمة بفضل جهود قيادتها وحكامها الكرام ، الذين وضعوا كل الإمكانيات في خدمة الإنسان ، الذي أوصل إمارات العرب إلى أن تتبوأ هذه المكانة العالمية بين الدول .
هنيئا للقيادة ، وللشعب العظيم ، ولكل محبي وعشاق الإمارات العربية المتحدة في الذكرى الخمسين للإتحاد ، ومن تقدم إلى تقدم بإذن الله تعالى .