الهبة الحضرمية تتمدد.. كيف تتعامل الشرعية مع الغضب المتصاعد؟
استمر زخم "الهبة الحضرمية الثانية" بعد أسبوع من اندلاعها، إذ أن الأيام الماضية كانت شاهدة على انضمام مكونات شعبية وقبلية جديدة للحراك الذي بدأه أبناء المحافظة بتدشين لجان في مناطق تهريب النفط لمنع سرقة مقدرات المحافظة، وهو ما يضع الشرعية أمام غضب تتصاعد حدته دون أن يكون لديها قدرة على وقف التأييد الجارف للحراك الشعبي.
في تمدد للهبة الحضرمية، أعربت قبائل الدين في ساحل حضرموت، عن تأييدها الهبة الحضرمية الثانية، ودعواتها لحماية ثروة حضرموت ومواردها المنهوبة من أبنائها، ونبهت إلى استعدادها للمشاركة في التصعيد على خطى أبناء المحافظة كافة للحد من المعاناة المعيشية والظلم الاقتصادي للسكان، وشددت على جاهزيتها لتلبية أي دعوة للمشاركة مع جميع أبناء المحافظة في الحفاظ على ثروات حضرموت ومنع تهريبها والعبث بها.
بوجه عام تواجه الشرعية الإخوانية غضبًا شعبيًا متصاعدا في المحافظات الجنوبية، إذ أن الأيام الماضية كانت شاهدة على زخم جماهيري آخر في شبوة قبل أن ينتفض الشارع في حضرموت، كما أن سلطتها المحلية في لحج وأبين تواجه بمسيرات ومظاهرات متتالية بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتعرض المواطنين في تلك المحافظة لأشكال مختلفة من الانتهاكات.
تجد الشرعية نفسها أمام طوفان شعبي بالطبع ستجد صعوبة في التعامل معه، لأنه ليس مركزيا ولا يقتصر على منطقة دون أخرى كما أن هناك أطراف كثيرة فاعلة تكون حاضرة في تلك الاحتجاجات وتتوحد على طرد الاحتلال اليمني، بالإضافة إلى أن هذا الغضب مستمر منذ فترة ويمكن القول بأن عناصرها تعرضت للإنهاك بسبب توالي الفعاليات والمسيرات الاحتجاجية والاعتصامات التي لم تتوقف.
استنزفت الشرعية كافة الأساليب التي من الممكن أن تساهم في إخماد غضب الشارع، بدءا من استخدام العنف الذي لم يؤدي سوى لزيادة وتيرة الغضب ومرورا بغض الطرف عن ما يُقدم عليه الشارع، إلى جانب أنها شنت أنواع مختلفة من الحروب ما بين خدمية واقتصادية وأمنية، وتسريع وتيرة سرقة مقدرات الجنوب ومحاولة إثبات قدرتها على الصمود في وجه الغضب ونهاية بالتحالف مع التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية، غير أن كل هذه الأساليب لم تُفضي إلى شيء من الممكن أن يصب في صالحها.
في المقابل فإن الشرعية الإخوانية تدرك تماما بأن حراك شعب الجنوب يجري تحصينه بالتحركات السياسية والدبلوماسية الفاعلة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي فهي أمام حصار متكامل الأركان، وتعي جيدا بأن ما يدور في الشارع له ارتباط مباشر بالنجاحات التي حققها الانتقالي خلال الفترة الماضية على مستويات مختلفة، وهو ما يضعها في مأزق آخر لأنها تكون تحت ضغوطات عديدة وقد تكون مضطرة لاتخاذ مواقف وقرارات غير راضية عنها، لكنها تبقى على أمل أن يكون ذلك سببًا في تهدئة الشارع.
اعتبر الناشط السياسي نافع بن كليب، التظاهرات الشعبية الغفيرة في أنحاء محافظة حضرموت دليلا على مواصلة الهبة الحضرمية وخطاها التصعيدية حتى تحقيق مطالبها كاملة.
وأكد في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر، اليوم أن: "الحشد الحضرمي الغفير الذي شاهدناه في مديريتي تريم وسيئون يعتبر بحد ذاته توصيات شعبية للهبة الحضرمية الثانية للاستمرار بخطواتها التصعيدية حتى حضرموت تنتزع حقوقها وحقوق أبنائها".
وأردف: "وأيضا يؤكد بصريح العبارة بأن أي شيخ يعارض الهبة وجعل نفسه وسيطا للمتنفذين فهو لا يمثل أبناء حضرموت".