رائحة هبّة جنوبية جديدة تفوح في شبوة.. دلالاتها وملامحها

الخميس 23 ديسمبر 2021 15:26:40
testus -US

منذ اندلعت الهبّة الحضرمية الثانية التي ثارت على فساد وإرهاب الشرعية ضد الجنوب، فإنّ أكثر ما كان يُخيف المسعكر الإخواني هو أن يتحوّل حراك حضرموت إلى نموذج يجول كل محافظات الجنوب الخاضعة لاحتلال إخواني غاشم.

وفيما لا تزال هبّة حضرموت قائمة بزخمها وقوتها، فقد فاحت رائحة غضب شعبي جنوبي جديد يتشكل في محافظة شبوة، وهي إحدى أكثر مناطق الجنوب التي دفعت ثمن الاحتلال الشمالي الذي سطا على الجنوب سواء شعبه أو أمنه أو ثرواته.

بوادر الهّبة في شبوة تجلّت في مديريات ميفعة ورضوم والروضة، فمواطنوها انخرطوا في تشكيل حراك شعبي جارف، لا يبدو أنها سيهدأ إلا من خلال إزاحة الاحتلال الإخواني الذي يقوده المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو، وإزاحة نفوذ مليشيا الشرعية التي مثّل وجودها في الجنوب دافعًا نحو تأزيم الوضع المعيشي لمواطنيه من خلال النهب المتواصل لثرواته.

أهالي المديريات الثلاث ندّدوا باستغلال السلطة الإخوانية للمحافظة لأغراض سياسية في إشارة إلى تحالفها مع مليشيا الحوثي الإرهابية.

وحمّل المواطنون السلطة الإخوانية بقيادة بن عديو، مسؤولية معاناة شعب المحافظة من بلوغ الأوضاع إلى حالة مزرية، إلى جانب إقدام الشرعية على إشهار أسلحة القمع في وجه المواطنين.

ولوَّح الأهالي بما وصفوه عدم السكوت على إهمال السلطة الإخوانية التخفيف عن المواطنين، في ظل تهريب قاطرات تحمل المشتقات النفطية في مجاميع ضخمة عبر أراضيهم، في تلميح للسير على خطى الهبة الحضرمية الثانية.

وأكد البيان انتهاك السلطة الإخوانية حرمات أبناء المحافظة، والتعسف مع شبابها بجرائم قتل واعتقال، نافيا تقديمها أي معالجة للأزمات المعيشية.

ونبه أبناء مديريات ميفعة، ورضوم، والروضة إلى اقتحام مليشيا الشرعية الإخوانية للمديريات الثلاث ومنعها حرية التعبير السلمي واعتقال الأبرياء ، مؤكدين أنها تعمل على نشر الجريمة والقتل والاغتيالات.

وطالبوا بإقالة السلطة الإخوانية في محافظة شبوة، ورئيس لجنتها الأمنية ومدراء المديريات التابعين لمليشيا الشرعية الإخوانية، مشددين على دعم قوات النخبة الشبوانية ومساندتهم في حقهم للدفاع عن أرضهم.

وعبروا عن رفضهم تواجد مليشيات الشرعية الإخوانية في المديريات الثلاثة، باعتبارها قوات قمعية خارجة عن النظام والقانون، غير مرحب بها، مستنكرين تقاعسها عن مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية وتسليمها مديريات بيحان دون قتال.

غضبة شبوة التي بدأت تتشكل بشكل عاصف، تشبه كثيرًا مسارات الهبّة الحضرمية التي جمَّعت الجنوبيين وصنعت تكاتفًا شعبيًّا أثار رعب الشرعية، سواء على صعيد حجم النفور من الاحتلال الشعبي المغتصب للأرض والذي يكتم أنفاس المواطنين الساعين لاستعادة دولتهم، وكذا ثروة شبوة النفطية التي تتعرض للسرقة والتهريب من قِبل المليشيات الإخوانية، تمامًا كما يحدث في حضرموت.

هذه التطورات تحمل إشارة واضحة بأنّ شعار المرحلة الحالية من عمر القضية الجنوبية هو "الهبّات" لا سيّما بعد إتساع دائرة نطاقها، ويرى محللون أنّ هذه التحركات الشعبية جاءت في توقيت شديد الأهمية، لا سيّما أنّها أعقبت خيانات ومؤامرات إخوانية أعادت وجود المليشيات الحوثية إلى الجنوب مرة أخرى، كما حدث في شبوة على وجه التحديد.

وفي شبوة، لا يبدو أن شعار المواطنين هناك هو إزاحة المدعو بن عديو في شخصه بقدر ما يطالبون بالتخلص من الاحتلال الشمالي بشكل كامل، وهذا يعني كذلك ضرورة عودة قوات النخبة الشبوانية لتتولى زمام تأمين المحافظة وتخليصها من العناصر الإرهابية المتربصة بها، لا سيّما المليشيات الحوثية المنتشرة الآن في العين وبيحان وعسيلان بعد تسلُّم المديريات الثلاث من قِبل مليشيا الشرعية.

تفاقم حدة الغضب في شبوة وهو الأمر ليس الأول من نوعه، إلى جانب تزايد زخم الهبة الحضرمية يثير تخوفات لدى الشرعية التي تبقى في حيرة من أمرها، بين قمع الاحتجاجات ومن ثم تضع نفسها في بوتقة تصاعد حدة الغضب، أو أن تلتزم صمتًا وتجاهلًا وإزاء الإصرار الجنوبي على تحقيق المطالب فإنّ صمت الشرعية يهدّد أركان احتلالها للجنوب بشكل كبير.