قرار إغلاق المساجد في النمسا يرفع حدة التوتر بين أنقرة وفيينا
انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة السبت قرار المستشار النمساوي إغلاق مساجد، محذرا من "حرب بين الصليب والهلال".
وقال إردوغان في كلمة ألقاها السبت في اسطنبول "هذه الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء النمساوي، أخشى أنها تقود العالم نحو حرب بين الصليب والهلال".
تأتي تصريحات إردوغان غداة إعلان المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز عن إجراءات لمكافحة "الإسلام السياسي".
وتضمنت خطة كورتز أيضا تحذيرا من أن ما يقرب من ربع رجال الدين المسلمين في النمسا البالغ عددهم 260 قد يواجهون إجراءات الترحيل لأنهم يخضعون للتدقيق الأمني في احتمالية تلقيهم تمويلاً غير قانوني من تركيا.
وتابع اردوغان "يقولون إنهم سوف يطردون أئمتنا خارج النمسا. هل تعتقدون أننا سنقف مكتوفين حيال ذلك؟ هذا يعني أنه سيتوجب علينا القيام بشيء ما"، من دون أن يُعطي مزيدا من التفاصيل.
وبدأت حكومة النمسا المحافظة الجمعة حملة تستهدف "الاسلام السياسي"، من المفترض أن تؤدي الى طرد عشرات الائمة واغلاق سبعة مساجد تموّلها تركيا، في إجراءات اثارت غضب انقرة.
وصدر الاعلان على لسان كورتز بعد استياء وغضب أثارته إعادة تمثيل معركة رمزية في التاريخ العثماني من قبل أطفال ارتدوا زياً عسكريا، في أحد أبرز المساجد في فيينا التي تحصل على تمويل تركي.
والجمعة، قال ابراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي على تويتر إن "إغلاق النمسا سبعة مساجد وطرد أئمة هو نتيجة الموجة الشعبوية والمعادية للاسلام والعنصرية والتمييزية في هذا البلد".
وأضاف "موقف الحكومة النمسوية الايديولوجي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وسياسيات التماسك الاجتماعي وحقوق الأقليات وأخلاقيات التعايش". وقال "يجب رفض بشدة تعميم القبول والاستخفاف بمعاداة الاسلام والعنصرية".
ودعمت الاحزاب النمسوية المعارضة إعلان الجعة بشكل واسع، ووصف الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط الامر كـ"أول خطوة ذات معنى تتخذها الحكومة".
لكنه حذر من أن الاجراء قد يتم استخدامه كدعاية من قبل السلطات التركية. كما عبر قادة اليمين المتطرف في اوروبا عن ترحيبهم بقرار السلطات النمساوية.
وقالت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن على تويتر إن "النمسا تأخذ زمام الامور بيدها، ما يؤكد "انك بامكانك القيام بما تريد حين ترغب". بدوره، قال زعيم حزب رابطة الشمال وزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني ان "اولئك الذين يستغلون إيمانهم لتعريض أمن دولة للخطر يجب طردهم".
ويعيش حوالي 360 ألف شخص من أصول تركية في النمسا، بينهم 117 ألفا يحملون الجنسية التركية. وتوترت العلاقات بين فيينا وأنقرة بعد حملة القمع التي تلت محاولة الانقلاب ضد اردوغان في يوليو 2016.