الحل التفاوضي والحرب على الإرهاب

صالح علي الدويل باراس

⏪ الهدف الاول لحرب التحالف وصل الى عدم الحسم العسكري لمعركته بحساب أن للشرعية وحلفائها قوى قادرة على الحسم على الارض والوصول إلى صنعاء فتكشفت أنها قوى ابتزاز سياسي وحزبي وان أجندتها الفعلية تختلف للتضاد والعداء مع التحالف مهما كان صوتها الإعلامي منحازا له !!.

⏪ المسار التفاوضي يعني قبولا نديا بالانقلابيين ، وعدم فرض شروط الحرب عليهم ، فحرب لم تكتمل اهدافها لن تفرض شروط يعطيها الحوثي عنوة بالتفاوض، ما سيفرض على التحالف إعادة صياغة استراتيجيته وقواها والتخفيف من الاحمال العبء التي استثمرته خلال سنوات الحرب بلا مردود والتي ستتغير مواقعها في المرحلة الثانية من اهداف الحرب وهذه ستكون الخطوة الاولى في إعادة التقييم ورمي اثقال اعتقدها التحالف أوزان ثقيلة جدا لصالحه فكشفت العمليات انها عدوة له ولو احسنا الظن فهي أخف بكثير من توقعاته!!

⏪ في إطار تقييم المرحلة الماضية والإعداد للمرحلة القادمة من أهداف الحرب جاءت زيارة وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري للإمارات العربية ليس باعتباره وزيرا ولا نائب رئيس وزراء فقط إلا في الجانب الشكلي بل باعتباره من الوجوه الجنوبية المتبقية من المؤتمر الشعبي العام الذي يراد إعادة تأهيله لأنه ضرورة في تفاوض هذه المرحلة وضرورة اكثر للمرحلة الثانية في محاربة الإرهاب وحواضنه وان لاتوضع العراقيل والمكايدات في طريق الحرب القادمة !!، وكذا باعتباره من المؤثرين في توجهات الشرعية فهو من ابناء منطقة الرئيس التي تتشكل منها دائرة ثقته واستشاراته وركائز تعييناته ، فالزيارة لإعادة هيكلة المؤتمر اولا ورسالة اخيرة لتعيد الشرعية تقييم ادائها وتاخذ بالحسبان حقيقة حجمها والقوى الفاعلة على الأرض ، وكذا طبيعة قوى المرحلة القادمة التي تشكل الجزء الثاني من أهداف الحرب .

⏪ في هذا الاتجاه جاءت تصريحات الميسري في الإمارات التي اتهم فيها الإخوان المسلمين بالتاجيج الاعلامي ضدها عدا تصريحات له في الاتجاه نفسه وبنفس اللغة قبل زيارته هي المؤشرات الرئيسية للزيارة وابعادها.

⏪ تجاهل تلك التصريحات وإهمالها إعلاميا لايعني عدم محوريتها وأنها المحدد الرئيس للزيارة بل يؤكد حقيقة من هو الذي يمتلك الصوت الإعلامي المرتفع والاكثر ضجيجا والذي يتكلم باسم الشرعية حين يكون الكلام عنها مفيدا له ويصمت ويتجاهل حين يكون في الصمت فائدة له !!!

⏪ في ذات الاتجاه جاءت زيارته الخاطفة للشرعية في الرياض وان أمام شرعية هادي أن تغادر السفينة اياها أو أن تتحمل كل التبعات القادمة فاهمية الشرعية مرتبطة بما تنجزه ادواتها ضد الانقلاب حيث أنها لم تخذل التحالف في جبهات القتال بل وفي إدارة المناطق المحررة، والمؤكد أن فشلها على الجبهات سيفرض على إعادة قراءة وقرارات واتخاذ مواقف كانت لا ترغبها إلى وقت قريب .

⏪ الزيارة لا شأن لها البتة بالملفات التي تثار إعلاميا إلا في إطار تخدير مشاعر الناس لتمرير مكايدات بتضخيم أو تقزيم لحسابات محلية تحاول بعض القوى ان تكسب نقاط باستثمار الزيارة فالملفات المثارة تستخدمها الشرعية أو القوى النافذة فيها في كل حين للضغط على التحالف أو بعض دوله منذ تحرير عدن لتعديل خياراته بما يتلاءم ومصالحها لكي تستلم هي الجنوب ؛ وستظل ملفات ضغط في الحديدة وتعز اذا لم تتسلم تلك المناطق للقوى على طريقة استلام مأرب وهذا لم يعد واردا بعد مرور هذه المدة من الحرب ودخول قوى جديدة في ساحتها.

⏪ للحرب هدفان الأول كسر الانقلاب عسكريا ولم تتحقق هزيمته حتى الآن فجاء التفاوض الأممي لاعداد مخارج تفاوضية له، والهدف الثاني محاربة الإرهاب وهو الملف سيظل التحالف ملزما به لأنه أحد أهداف الحرب التي حددها عند اشتعالها .

⏪ مارب التي يقدمها البعض نموذجا للأمن والتطور يعرف العالم انها المنطقة الوحيدة التي لم يدخلها الحوثي ولم تشتعل فيها أي حرب وهي امتداد لمنطقة نفوذ نفطي عالمي ممتده في حضرموت وشبوة ومارب يحرص العالم على هدؤها حتى يتفرغ لتامينها بأقل الأضرار والحسم فيها سهل وشيء طبيعي ان تظل آمنة مستقرة ، وظلت ملاذا آمنا للقوى الإخوانية وغيرها على أمل تحرير صنعاء لكن يبدو أن طرفي التطرف في الحرب الحوثي / الاخوان وحلفاؤهم بدل أن يتحاربا اتفقا بأن تظل مأرب آمنه مقابل ان تظل جبهتها مع الحوثي آمنة وهذا الذي ثبت خلال سنوات الحرب !! وشكل ضربة للتحالف وعملياته.

⏪ الزيارة لها ارتباط بالهدف الثاني من أهداف حرب التحالف وهو محاربة الارهاب وحواضنه والذين يربطونها بالهدف الأول وتداعياته يحرفونها لمصالحهم وحساباتهم عن حقيقة مسارها 
وستثبت الأيام ذلك .

صالح علي الدويل


مقالات الكاتب