تعاطي إخوان اليمن مع الهبة الحضرمية.. تناقض فاضح

فتاح المحرمي

انطلقت الهبة الحضرمية الثانية، بقيادة الشيخ/حسن بن سعيد الجابري، رئيس اللجنة التنفيذية لمخرحات لقاء حضرموت العام (حرو)، بإنشاء نقاط شعبية ومنع تصدير المشتقات النفطية والثروة السمكية خارج المحافظة، ومن ثم نصب الاعتصامات.. وحينها كان الشيخ صالح بن حريز (المنشق مؤخرا) ضمن رئاسة اللجنة التنفيذية للتصعيد في الهبة الحضرمية. في حينها تتعاطى قادة ونشطاء وإعلام تنظيم حزب الإصلاح اليمني (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي المتطرف)، مع تصعيد الهبة الحضرمية الثانية، بأنه خارج عن القانون ومدعوم من الانتقالي، وحرفوا التصعيد عبر اعلامهم بأنه تقطع ومنع مرور الدقيق والاحتياجات الأساسية - رغم أن نقاط الهبة كان تسمح بمرور تلك الاحتياجات - وعملوا على شيطنة تلك التحركات وأنها مدعومة من جهات تخريبية، وقالوا فيها كل صنوف الإساءة. قبل أيام ومع انشقاق الشيخ بن حريز، وخروجه عن مسار الهبة، واقدامه على نقل مخيم إعتصام منطقة العيون في وادي حضرموت، حيث تنهب الثروات من قبل تلك القوى الإخوانية بحماية قواتهم في المنطقة العسكرية الأولى، إلى مدينة المكلا التي تعيش أمن واستقرار تحت سيطرة أبناء حضرموت وادارتهم، وحيث يناصر مطالبهم الجميع بما فيه السلطة المحلية والأجهزة الأمنية. نعم حين انشق بن حريز وسلك مسلك مخالف، يبدوا أنه متوافق مع أهداف حزبهم، صار اليوم بنظرهم ثائر ومناضل، ولم يعد قاطع طريق وخارج عن القانون ومدعوم من الانتقالي، كما كان قبل أسبوعين حين كان في وادي حضرموت إلى جانب إخوته، يرايطون للمطالبة بحقهم في إدارة الوادي وتامينه وانهاء العبث بثرواته. وبهذا كان لسان حالهم يقول اذا ابتعد التصعيد عن مكان سيطرتهم في الوادي ولم يعد يشكل تهديد على استمرار نهبنا لثروات وخيرات حضرموت الكامنة في الوادي، فأنتم حبايبنا ومناضلين واحرار، أما اذا مس التحرك مصالحنا ومصدر تمويل أنشطتنا فهو خارج عن القانون وتمرد وتقطع .. يا للسقوط الإخواني على مستوى القيادة والاعلام والنشطاء، فهذا التناقض في التعاطي، يفضحهم ويجدد التأكيد على أنهم من ينهب خيرات حضرموت، ويرابط بقواته ومليشياته لاستمرار النهب، وأنهم من يقف خلف الانفلات الأمني والإرهاب والتحركات المشبوهة بما فيها تحركات بن حريز، ويكشف زيف موقفهم تجاه مطالب أبناء حضرموت الحقة والمشروعة، وأنهم يريدوها فقط مستباحة من قبلهم.

مقالات الكاتب