الهلال الأحمر الإماراتي.. طاقة نور لمرضى الكلى في شبوة
تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، مد الأيادي البيضاء وفتح طاقات النور للمرضى اليمنيين في محافظة شبوة، جنوب اليمن، الذين يواجهون معاناة شديدة، ويأتي مرضى الكلى على رأس الحالات المرضية التي تحرص «الهلال الأحمر» الإماراتية على مد يد العون لهم، بتقديم أجهزة الغسيل الكلوي وتجهيزات الجلسات، وحتى شحنات وقود الديزل لضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي على المرضى خلال جلسات الغسيل.
كانت محافظة شبوة تعاني منذ سنوات، من عدم وجود مراكز طبية في عاصمة المحافظة عتق، ومديرياتها الأخرى، للغسيل الكلوي، ليضطر المرضى للسفر مرتين على الأقل كل أسبوع إلى عدن والمكلا، لمواصلة علاجاتهم، وفي عام 2007 اتجه عدد من أهل الخير لتأسيس مراكز طبية لمرضى الكلى بالمنطقة.
يقول الأستاذ ناصر مذيب مسلم، مدير مراكز الكلى بمحافظة شبوة، المدير التنفيذي لمؤسسة شبوة للتنمية، أن مراكز غسيل الكلى في كلا من عزان وعتق وبيحان ساهمت في تخفيف معاناة سفر مرضى الفشل الكلوي وأسرهم، ووفرت المراكز خدمات مميزة للمرضى، وتسعى إدارة لتأسيس مستشفى تخصصي لأمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية والأمراض المزمنة في شبوة، وتم عمل دراسات تفصيلية للمشروع، البدء في تجهيزه، مؤكدة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح للتشخيص والعلاج المبكر لأمراض الكلى والمسالك والأمراض المزمنة، نتيجة لارتفاع عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي في المحافظة.
وأشاد مدير مراكز الكلى بشبوة بما قدمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لمراكز غسيل الكلى في شبوة، تواصلا لدعمها الإنساني والمتمثلة في شحنة محاليل غسيل كلوي لشهر واحد، كما قدمت شحنتين ديزل، كل شحنة تفي باحتياجات المراكز لمدة ثلاثة أشهر، وقدمت الهيئة أيضاً عدداً من الأجهزة للمستشفى التخصصي للكلى.
قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية شحنة قاطرة من مادة الديزل لمستشفى الكلى ومراكز غسيل الكلى بمحافظة شبوة تقدر ب 36 ألف لتر، والتي تمثل احتياج تلك المنشآت لمدة ثلاثة أشهر، ضمن مشاريع دعمها الإنسانية، وفي إطار حرصها على استمرار خدماتها المتعددة للمواطنين اليمنيين، وتعد هذه الشحنة الثانية لما لها من أهمية في انتظام التيار الكهربائي في تلك المنشآت، لتلبية احتياجات تشغيل مولدات الطاقة الكهربائية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي.
وأكد محمد سيف المهيري، رئيس فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بمحافظة شبوة أن دعم دولة الإمارات لمراكز الكلى والقطاع الصحي في شبوة واليمن عامة سيستمر ولن يتوقف إيمانا وتقديراً للحاجة الماسة للخدمات الطبية التي يحتاجها أبناء اليمن، وقال إن الهلال الأحمر الإماراتي خفف من معاناة مرضى الفشل الكلوي في مراكز عزان وعتق وبيحان بعد أن انعدمت بهم السبل خاصة بعد اندلاع الحرب التي سببتها ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وثمن ناصر المرزقي، مدير عام مكتب الصحة والسكان بشبوة تلك المساعدات الطبية المتعددة التي قدمتها دولة الإمارات لمراكز الكلى بالمحافظة عبر ذراعها الإنساني (الهلال الأحمر الإماراتي)، متمنياً استمرار ذلك الدعم الإنساني لمراكز الكلى الذي يعد مهمة إنسانية وضرورية لاستمرارها في تقديم خدماتها للمرضى. معبراً عن شكره وتقديره لفريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية برئاسة محمد سيف المهيري على اهتمامهم بمراكز الكلى واحتياجاتها الضرورية.
ويعد مركز عزان لغسيل الكلى أول مركز تخصصي في شبوة، إذ تأسس في العام 2007م، بدعم من أهل الخير، ثم تم اعتماد موازنة لمحاليل الغسيل من وزارة الصحة العامة والسكان، سرعان ما توقفت نتيجة حرب الانقلابيين على الشرعية نهاية 2014م.
يقول د. خالد عامر، مدير المركز، إنه يوجد فيه 10 وحدات غسيل كلوي، ومختبر وعيادة أمراض القلب، وعيادة عامة وصيدلية، وتقدم جميع خدمات المركز للمرضى مجاناً، مشيراً لحصول المريض على الغسيل حسب حالة المريض من 2-3 جلسة غسيل أسبوعياً وبمعدل 4 ساعات للجلسة الواحدة، وذكر أن عدد مرضى الفشل الكلوي المنتظمين في المركز يتراوح بين 45-50 مريضاً، حيث يصل للمركز عدد من المرضى الزائرين للمحافظة، ومن المرضى المقيمين في عدد من الدول، وكذا من بعض المحافظات نتيجة الحرب العبثية التي شنها الانقلابيين على الوطن، ودمروا مقدراته، وشردوا مواطنيه.
أقيم مركز غسيل الكلى بعتق على نفقة أهل الخير أيضاً، ويعمل بثمانية أجهزة كُلى صناعية، ويخدم أكثر من 50 مريضاً، من مختلف مديريات المحافظة والمحافظات الأخرى حيث يتم إجراء أكثر من 300 جلسة غسيل شهرياً.
يقول أحمد بن سماء، مدير المركز، إنه يعد أحد أهم مراكز الغسيل الكلوي في محافظة شبوة، نظراً لموقعه الجغرافي الذي يتوسط المحافظة، بالإضافة إلى وجوده في عاصمة المحافظة عتق، ويحتوي المركز على ثلاثة أقسام خاصة بالغسيل، قسمين خاصة بالحالات المصابة بالفيروسات، وقسم للحالات السالبة، تحتوي جميعها على ثمانية أجهزة غسيل كلوي من طراز GAMBRO AK96، بالإضافة إلى محطة لمعالجة المياه، وصالة انتظار، وغرفة ترقيد مؤقت ومخزن للأدوية والمحاليل، بالإضافة إلى العيادة التابعة للمركز التي يتم فيها معاينة المرضى مجاناً، وتوزيع الأدوية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي، وكذلك أدوية ما بعد زراعة الكلى.
يعمل في المركز طاقم فني مؤهل مكون من طبيبين، ومشرفي تمريض، وستة ممرضين، إضافة إلى مهندسي صيانة، ويشرف على هذا الطاقم مدير تنفيذي للمركز وإشراف مباشر من رئاسة وأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية الخيرية لغسيل الكلى عتق.
يتبع مركز الغسيل مستشفى بيحان العام، وتم تأسيسه وتجهيزه بأحدث الأجهزة بمبادرات لعدد من الخيرين، وافتتح رسميا في مايو 2011، ويقدم خدماته مجاناً لـ80 حالة من مختلف مديريات شبوة، مأرب والبيضاء.
وبعد انتهاء الحرب وتطهير بيحان من مليشيات الانقلاب نهاية ديسمبر 2017، تفقد عبدربه هشلة ناصر، أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة المركز واطلع على مستوى الخدمات المقدمة لمرضى الفشل الكلوي، وأوضح أن سلطة المحافظة تسعى لتقديم الخدمات للناس والمساهمة في تذليل ومعالجة المشاكل والصعوبات التي تعترض عمل المركز ونشاطه الخدمي والإنساني، مشيدا بالدعم المتميز الذي يقدمه رجل الأعمال صالح محمد جمعان لهذا المرفق الصحي الهام في حياة مرضى الفشل الكلوي بالمديرية.
كما حظي المركز بدعم هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بمحاليل غسيل، ووقود لمواجهة مشكلات انقطاع التيار الكهربائي، حفاظاً على حياة المرضى.