صفقات الأسرى السرية.. طعنة إخوانية تتخادم مع المليشيات الحوثية

الثلاثاء 8 فبراير 2022 15:52:31
testus -US

لا تتوقف الشرعية الإخوانية عن التخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية، بشتى الصور سواء عسكريًّا فيما يخص الجبهات التي يدور فيها القتال المفترض، أو على صعيد التخادم السياسي مع المليشيات المدعومة من إيران.

وباتت صفقات الإفراج عن الأسرى التي غالبًا ما يتم الإعلان عنها من جانب واحد (الحوثيون فقط) دليلًا مستمرًا على حجم التعاون والتنسيق بين الشرعية والحوثيين، لا سيّما أنّ المليشيات الحوثية هي فقط التي تعلن في الغالب عن إبرام هذه الصفقات دون أن تتحدث الشرعية عن شيء.

القيادي الحوثي المدعو عبد القادر المرتضى رئيس ما تُسمى لجنة تحرير الأسرى، تحدث عن تحرير أسرى من مليشيات الحوثي الإرهابية فيما دعاها "عمليات تبادل بتفاهمات محلية"، فيما لم يصدر أي إعلان رسمي أو غير رسمي من قِبل الشرعية على مدار الساعات الماضية.

إبرام هذه الصفقات بشكل سري من قِبل المليشيات الإخوانية مع حليفتها الحوثية يمثّل طعنة لا تقل كثيرًا عن الخيانات التي تمارسها الشرعية في الجبهات، ويبدو أنّ إقدام المليشيات الإخوانية على تقديم هذه القرابين للحوثيين هو جزءٌ من تنسيق يأخذ نطاقات متسعة فيما بينهما، يقوم على التخادم لتنفيذ أجندتها المتطرفة، إذ تعمل الشرعية على استخدام الحوثيين كرأس حربة في الإرهاب الذي يستهدف الجنوب وشعبه.

تخادم الإخوان مع الحوثيين في ملف الأسرى، يضيِّع فرصة ذهبية يمكن استغلالها في ممارسة الضغط على المليشيات فيما يخص دفعها وإلزامها بالتوقُّف عن ممارساتها الإرهابية التي تطيل أمد الحرب ومن ثم تضاعف الأعباء على المدنيين.

على الجانب الآخر، فإنّ ما يقدّمه حزب الإصلاح - بفعل سيطرته على المفاصل العسكرية في جسد الشرعية - لصالح الحوثيين يُشجع المليشيات على تكثيف وتيرة إرهابها وتوجيهه ضد الجنوب وأيضًا ضد التحالف العربي.

يرتبط ذلك بأنّ الشرعية الإخوانية راهنت على الحوثيين فيما يخص إشعال أكبر قدر ممكن من الجبهات، مقابل عرقلة أي جهود عسكرية تُبذل ضد المليشيات، تمامًا كما حدث خلال العمليات الأخيرة التي نفّذتها قوات العمالقة الجنوبية والتي سعت الشرعية لعرقلتها، في سيناريو مشابه لما جرى في 2018 إذ كانت التطورات العسكرية تشير إلى تحرير الحديدة من الحوثيين، لكن الشرعية آصرت على وقف العمليات والانخراط في مفاوضات مع المليشيات لم تثمر إلا عن منح الحوثيين فرصة لالتقاط الأنفاس ومن ثم توسيع دائرة الإرهاب.