ألاعيب حيدان في حضرموت.. هل تكون القشة التي تقصم ظهر الشرعية؟

السبت 26 فبراير 2022 01:29:57
testus -US

حشر المدعو إبراهيم حيدان، نظام الشرعية محاصرًا بين بوادر غضب جنوبي يُرجَّح أن يتصاعد وبقوة في الفترة المقبلة.

جاء ذلك في أعقاب قرار حيدان بتحديد إجراءات عنصرية في قبول المجندين وكذا وقف الدراسة والتدريب بكلية الشرطة لطلاب الدفعة الثانية، في قرارات عنهجية تنم عن مساعٍ إخوانية لتعزيز قبضتها الأمنية في وادي حضرموت.

قيادة لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام "حرو" واكبت حالة الغضب الشعبية العارمة، قائلة - اليوم الجمعة - إنها ترفض وبشدة أي تجنيد عسكري تحت إطار الحزبية، بعد أن وضع حيدان إجراءات تجنيد دون آلية واضحة في قبول المجندين والذي كان من المفترض أن يكون من كل أبناء حضرموت تنفيذًا لمطالب الهبة الحضرمية.

وفي بيان لها، أكّدت قيادة الهبة رفضها القاطع لمحاولة القفز على مطالب أبناء حضرموت بخطوات غير مدروسة وبدون توافق عليها، وذكرت أنّ مطالب أبناء حضرموت واضحة والحشود الشعبية المؤلفة من جميع شرائح المحافظة خرجت لأجل أهداف معروفة ولن تتنازل عليها بما يضر مصلحة المحافظة.

في الوقت نفسه، حذّرت قيادة الهبة من المساس بمنجز حضرموت "كلية الشرطة" وعرقلة نشاطها بعد قرار إيقاف دورات التدريب، وأشارت إلى أنّ حيدان أخلّ بكافة تعهداته أمام لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو) والتزامه بأن التجنيد سيكون من كافة أبناء حضرموت قاطبة ولن يخضع لمعيار الحزبية.

حجم الغضب الجنوبي المتواصل يعود بالأساس إلى أنّ تحركات حيدان تستهدف على ما يبدو تدشين مليشيات حزبية، تشبه المكونات الإخوانية المسلحة المنتشرة في اليمن، والتي توالي حزبًا لا وطنًا، وتحركها مصالح التنظيم قبل كل شيء.

انقضاض حيدان بقراراته العنجهية الأخيرة على مطالب الهبة الحضرمية تفتح الباب أمام تعدد سيناريوهات شكل الغضب الجنوبي في وادي حضرموت، لا سيّما أن التحركات الأخيرة كان الهدف منها هو تأمين حضور إخواني أوسع نطاقًا وأطول زمنًا في حضرموت، ما يعني تفاقم حجم الفوضى الأمنية التي تصنعها مليشيا الشرعية المتمثلة في المنطقة العسكرية الأولى هناك.

تمادي الشرعية في استهداف حضرموت على هذا النحو يعني أنّ المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدًا من التحركات الشعبية لإنقاذ المحافظة ليس فقط من أجل تحقيق الاستقرار الأمني، لكن أيضًا دفعًا نحو وقف جرائم نهب ثروتها النفطية، وكذا غلق باب مفتوح هناك يُمكن المليشيات الإخوانية من تهريب الأسلحة إلى حليفتها الحوثية.