القضية الجنوبية والدرس المستفاد من الحرب الأوكرانية
رأي المشهد العربي
منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا بدأت المقارنات تعقد بينها وبين قضية الجنوب، في خضم المقاربات المشتركة وضرورة الاستفادة من الحقائق التي غرستها تلك الحرب.
الحقيقة الأولى هي أن امتلاك قوة عسكرية يظل ضمانة قوية للحماية من أي اعتداءات كما أن هذا الواقع يغير موازين القوة على الأرض، ومن ثم تكون لهذه القوة الكثير من التأثيرات الكبيرة على الواقع السياسي.
الحقيقة الثانية تتعلق بشق سياسي، فأوكرانيا كانت تسير في كنف الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت لها بأنها ستحميها من أي مخاطر، لكن مع التدخل الروسي لم تكن واشنطن عند قدر طموحات كييف، إذ صرح الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأن بلاده تركت وحدها في مواجهة الروس.
الدرس المستفاد من تلك النقطة يتمثل في ضرورة التحلي بحنكة سياسية تعتمد على سياسات متوازنة مع الجميع، طالما كان ذلك تحت لواء المشروع القومي الشامل.
هذان المستخلصان من الحرب الأوكرانية يتماشيان مع الواقع الجنوبي بشكل كبير، فالجنوب يملك قوات مسلحة قادرة على صون وحماية أمن الجنوب مهما أحيكت ضده مؤامرات مشبوهة لعرقلة تحركات استعادة دولته.
كما أن الجنوب يتبع سياسات متوازنة بشكل كبير، تراعي أولا واخيرا مصلحته الوطنية والمشروع القومي العربي، وهذه السياسات عضدت من قوة وحضور القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
هاتان الحقيقتان السياسية والعسكرية، مثلت القوة الدافعة للجنوب العربي والتي قادته ليكون قراره مستقلًا ومتماشيًا مع هويته القومية والعربية، ومن ثم قدرته على تجاوز التحديات والأعباء التي يتعرض لها.