الهبة الحضرمية نحو التصعيد.. الشرعية تدفع ثمن عنادها
بشكل لم يكن مستغربًا، تصر الشرعية الإخوانية على رفض مطالب مواطني وادي حضرموت فيما يخص قوات إزاحة المنطقة العسكرية الأولى وكذا النهب المتواصل لنفط المحافظة.
إصرار الشرعية على إتباع هذا المسار العدائي أثار غضبًا جنوبيًّا عارمًا عبّرت عنه قيادة الهبّة الحضرمية التي أعلنت أنها ستتخذ خطوات تصعيدية عاجلة خلال الأيام القليلة القادمة ضد الشرعية عقب "التعنت والخذلان تجاه المطالب الحقوقية المشروعة وتنصلها من مهامها تجاه المواطنين".
قيادة "الهبّة" أكّدت كذلك في بيان، استمرار التصعيد الحضرمية ووضع برنامج شامل لكل حضرموت وأكثر تنظيم مستفيدين من أخطاء الفترة الماضية، وشدّدت على ضرورة اتخاذ موقف كبير لتحدِ الحكومة وتجاهلها لمطالب حضرموت وصمتها المتعمد للحقوق الحضرمية.
إعلان قيادة الهبة الحضرمية عن تصعيد شعبي كبير في الفترة المقبلة مرتبط أولًا وأخيرًا بما مارسته الشرعية الإخوانية من تعنت شديد في تنفيذ المطالب، وهذا يتعلق بطبيعة تعامل الشرعية مع حضرموت.
فالمعسكر الخاضع لسيطرة الإخوان ينظر إلى حضرموت على أنّها موقع لا يمكن الخروج منه، ويرى أنه إذا ما خرج منه بالفعل سيكون الأمر بمثابة ضربة قاسمة لنفوذه سياسيا وعسكريًّا.
عبّر عن ذلك بوضوح المدعو سلطان البركاني في تسريباته الأخيرة، عندما تحدّث عن أن "الشرعية لا يمكنها الخروج من حضرموت" وذلك حتى لا تخسر كل شيء، وقد عكس هذا التصريح أن الشرعية تنظر لهذه المنطقة باعتبارها نقطة تمركز تنطلق منها تحركاتها المعادية للجنوب والمتخادمة مع المليشيات الحوثية.
لم تحدّد قيادة الهبة الحضرمية أي خطوات ستقدم على اتخاذها بيد أنّ إعلانها على هذا النحو، يعني أنّ الفترة المقبلة ستكون تصعيدية بشكل كبير، وأن مرحلة الضغط الشعبي الجنوبي على الشرعية ستأخذ مسارات أقوى لإجبارها على الانصياع لمطالب الجنوبيين.
وقد زادت الحاجة إلى إجراءات تصعيدية مع الكشف عما فعله المدعو إبراهيم حيدان في حضرموت مؤخرًا، عندما جند آلاف المقاتلين وزج بهم إلى هناك على أنهم حضرميون بينهم هم عناصر يمنية أغلبهم من تعز وإب، في خطوة فسّرها محللون بأنها خطة إخوانية لبعثرة الأوراق وإرباك الهبة الحضرمية وقيادتها على الأرض.
وعلى الرغم من القوة المزيفة التي تدعيها الشرعية، فقد جاء مشهد هروب حيدان من حضرموت خوفًا من الحراك الشعبي هناك، ليحمل برهانًا واضحًا على أن مزيدًا من الضغوط من قبل الجنوبيين عبر الهبة الحضرمية، فإن الأمر سيقلب الطاولة على الشرعية الإخوانية.
الزخم الشعبي المتعاظم في حضرموت يأتي أيضًا في توقيت سياسي مهم، والحديث هنا عن جهود يبذلها المبعوث الأممي ينس جروندبرج للتوصل إلى حل سياسي شامل "قريبًا"، وبالتالي فإن مضي الهبة الحضرمية نحو اتخاذ المزيد من الإجراءات التصعيدية سيكون الأمر بمثابة ضربة قوية تُوجّه للشرعية وأتباعها بالنظر إلى التحولات الكبيرة التي ستطرأ على واقع قضية الجنوب.