الحوثيون يزرعون الألغام بعشوائية للانتقام من المدنيين
باتت قرى ومناطق الساحل الغربي خصوصاً الأطراف الجنوبية لمحافظة الحديدة محفوفة بالمخاطر في ظل انتشار كثيف وكبير للألغام التي قامت بزراعتها الميليشيات من أجل تغطية فرارها وبهدف إعاقة عملية تطبيع الحياة وعودة النازحين إلى ديارهم.
وقال مروان دبيش أحد المهندسين العاملين في نزع الألغام بالساحل الغربي أن ميليشيات الحوثي كثفت زراعة الألغام والعبوات الناسفة بصورة انتقامية لحصد أكبر قدر من الأرواح في صفوف الأبرياء من أبناء الحديدة.
وأضاف في تصريح لصحيفة «الاتحاد» الإماراتية أن الفرق الهندسية تبذل جهوداً كبيراً من أجل تأمين الطرقات والقرى السكنية ونزع هذه العبوات التي خلفت عشرات الضحايا في صفوف النازحين العائدين إلى مناطقهم المحررة في جنوب الحديدة.
وأشار إلى أن العبوات بعضها محرم دولياً وأخرى يتم صناعته محلية واستخدام مادة «C4» شديدة الانفجار. وأكد أن الميليشيات تتفنن في زراعة الألغام بالقرب من منازل المواطنين والطرقات والمزارع بأشكال وأحجام مختلفة لتصيب أكبر قدر ممكن من المواطنين الأبرياء.
وقال عصام الشاعري رئيس منظمة «صح» لحقوق الإنسان، في تصريحات لذات الصحيفة الإماراتية إن ميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران المسؤولون الوحيدون عن الضحايا الذين يسقطون بشكل شبه يومي جراء الألغام.
وأضاف أن الألغام والعبوات الناسفة تهدد المجتمع المدني في اليمن وتم إعداد تقارير حقوقية مكتملة حول هذه التهديدات وسط تجاهل المجتمع الدولي في الضغط على تلك الميليشيات ومن يقف خلفها في إيقاف عملية زرع تلك العبوات المتفجرة وتسليم الخرائط التي توضح أماكن الكميات التي تم زرعها في المناطق المحررة إن وجدت.
وأكد الشاعري على أهمية محاكمة قيادة ميليشيات الحوثي على زراعة الألغام والداعمين لهم في إيران سواء عبر خبراء متفجرات أو مواد تدخل في تجهيز هذه العبوات الناسفة. وأضاف أن هناك مخاطبات مستمرة مع الأمم المتحدة بشأن هذه الألغام التي باتت تحصد أرواح المدنيين وخلفت الجرحى وفاقدي الأطراف في مختلف محافظات اليمن خلال الفترة الماضية وهو ما يعد انتهاك للقانون الإنساني وجريمة حرب يجب عقاب المتسببين والواقفين خلفها.