هجمات حوثية إرهابية تستهدف السعودية.. ما دلالتها الآنية؟
ردّت المليشيات الحوثية على دعوات مجلس التعاون الخليجي بإجراء مشاورات لحل الأزمة سياسيًّا، عبر شن هجوم إرهابي على المملكة العربية السعودية.
الساعات الماضية شهدت هجومًا إرهابيًّا حوثيًّا، إذ تمكّنت قوات التحالف العربي من اعتراض وتدمير 4 طائرات مسيّرة أطلقت باتجاه المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية.
التحالف العربي أصدر بيانًا فجر الأحد، قال فيه إنّ هجومًا عدائيًّا استهدف محطة تحلية المياه بالشقيق ومنشأة أرامكو بجازان، ومحطة كهرباء ظهران الجنوب، وأشار إلى تصعيد مليشيا الحوثي بهجمات عدائية تستهدف منشآت اقتصادية وأعيان مدنية، مؤكدًا أن التصعيد الحوثي مثابة الرد على الدعوة الخليجية، ورفض لجهود ومبادرات السلام.
وكان التحالف قد أعلن في وقت سابق، تمكنه من تدمير طائرة مسيّرة أطلقت باتجاه خميس مشيط، وأفاد بأنه يتابع انطلاق هجمات عدائية عابرة للحدود من مطار صنعاء الدولي.
العدوان الحوثي الإرهابي يمثّل ردًا من المليشيات على دعوات مجلس التعاون لإجراء مشاورات سياسية، وهو ترجمة فعلية - ميدانية من قبل المليشيات على موقفها الذي رفض من الأساس هذه الدعوات متحججًا مثلًا بانعقادها في العاصمة السعودية الرياض.
الإرهاب الحوثي وهو يبلغ هذه الدرجة، يعكس أن المليشيات الحوثية تحاول إجهاض أي فرص لتحقيق حل سياسي شامل، وهو طرحٌ يعزّز من أهمية الحسم العسكري في مواجهة المليشيات التي تربط بقاءها في الأساس بإطالة أمد الحرب.
في الوقت نفسه، ليس من المستبعد كذلك أن تكون المليشيات الحوثية تريد توجيه رسالة عسكرية بأن تكون الضربة الأخيرة لها، لا سيّما في ظل تزايد زخم المناقشات السياسية التي بات واضحًا أنها أصبحت مكثفة وتسعى لإحداث نقلة نوعية في هذا الجانب.
لكن هذه الفرضية إن كانت تسعى لها المليشيات الحوثية تظل مستبعدة بشكل كبير، فالتحالف العربي اعتاد أن يرد على الأعمال العدائية الحوثية بضربات حازمة تردع إرهاب المليشيات بشكل كبير، إذ لم يحدث مطلقًا أن شن الحوثيون هجومًا إرهابيًّا من دون أن يرد التحالف بقوة وحزم.
وبين هذا وذاك، يبقى الطرح الثابت أن قصقصة أجنحة المليشيات الحوثية أمر شديد الأهمية بغض النظر عن المسار السياسي، لا سيّما أن دفع المليشيات نحو طاولة المناقشات السياسية لابد أن يكون مدفوعًا بضغط عسكري مسبق يكسر ظهر المليشيات ومن ثم يضعفها سياسيًّا.