دقت جرس إنذار.. السعودية تخطر العالم بمالآت العدوان الحوثي على إمدادات النفط
وضعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للتدخل بشكل حاسم وجدي في إطار التصدي للإرهاب الحوثي الذي بات واضحًا أن يهدد الأمن والاستقرار الدوليين بشكل غير مسبوق.
السعودية قالت اليوم الاثنين، إنّها تخلي مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات على منشأتها النفطية، وذلك في أعقاب هجمات إرهابية حوثية ضد أهداف مدنية سعودية، استهدفت إحداها شركة أرامكو.
مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية صرّح بأنّ المملكة لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من .
وأكّدت المملكة، وفق المصدر، أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في تزويد المليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، لما يترتب على ذلك من آثار وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير.
المملكة حذرت من أن هذا الأمر سيفضي بكل وضوح إلى التأثير على قدرتها الإنتاجية ومن ثم الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية.
ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بـ"مسؤوليته في المحافظة على إمدادات الطاقة ووقوفه بحزم ضد المليشيات الحوثية الإرهابية".
الموقف السعودي يأتي بعدما شنّت المليشيات الحوثية هجومًا عدائيًّا استهداف محطة توزيع المنتجات البتروبية التابع لشركة أرامكو بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
يُلاحظ في البيان السعودي أنه حمل هذه المرة لهجة دبلوماسية قوية وحاسمة، تضمنت إلقاء الكرة في ملعب المجتمع الدولي الذي يجد نفسه مطالبًا بإشهار سلاح الضغط في وجه المليشيات الحوثية الإرهابية لتتوقف عن إرهابها.
وإذا كان المجتمع الدولي قد تراخى كثيرًا عن مواجهة الحوثيين، فإنّ المرحلة الراهنة تظل مغايرة تمامًا، فالظرف الدولي المتمثل في الأزمة الروسية الأوكرانية وما خلفته من نقص حاد في إمدادات النفط، جعل العالم في غنى عن أزمة أخرى إذا ما أصبحت السعودية غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها.
هذه المعادلة يجب أن تُترجم على الأرض في إجراءات فعلية يتخذها المجتمع الدولي لمحاصرة المليشيات الحوثية لا سيّما ما يتعلق بالتسليح الضخم الذي تحصل عليه من إيران وهو تسليح يُمكنها من الاستمرار في شن عملياتها الإرهابية ضد السعودية، ومن ثم فإنّ الصمت على هذا الأمر يعني أن الإرهاب الحوثي سيكون مُرشحا للزيادة في الفترة المقبلة.
وكانت السعودية قد استعادت موقعها كأكبر مورد للخام إلى الصين في الشهرين الأولين من العام 2022، في حين انخفضت الشحنات الروسية بنسبة 9%.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك في الصين أمس الأحد، أن إجمالي الواردات من الخام السعودي بلغ 14.61 مليون طن في الفترة من يناير إلى فبراير، بما يعادل 1.81 مليون برميل يوميا، انخفاضا من 1.86 مليون برميل يوميا قبل عام.
هذه الأهمية العالمية التي تحذوها السعودية على الصعيد النفطي يستدعي ضرورة الحذر من إمكانية عدم القدرة على الإيفاء بالمسؤوليات، في ظل تفاقم حجم الإرهاب الحوثي على الأرض، وبالتالي يكون القرار في جبعة المجتمع الدولي وتصرفه.