باحث سياسي واستراتيجي: معركة مطار الحديدة بداية المعركة الأشمل لتحرير المحافظة بكاملها
تحدث الأكاديمي والباحث السياسي والاستراتيجي د.علي صالح الخلاقي لقناة سكاي نيوز في نشرة العاشرة من مساء أمس السبت، 23يونيو2018م عن تطورات معركة الحديدة، وكان السؤال الأول الموجه له من مذيع النشرة:
• نحن نتابع المليشيات الحوثية، تنفذ عمليات تسلل ، عمليات انتحارية فاشلة على طول الخط الساحلي من الخوخة إلى مطار الحديدة، ما حجم التحدي الذي يواجه المقاومة الوطنية المشتركة هنا ، وإلى أي حد تغلّبت عليه؟
- جواب د.الخلاقي: أسلوب التسلل الذي تتبعه المليشيات الحوثية هو خطة تعتمد عليها في إعاقة تقدم القوات ومحاولة خلق جبهات جانبية، في اعتقادها أنها ستقلل من الضغط على جحافلها المتبقية والمحتشدة في مدينة الحديدة، وهي لا تعرف أن التحالف العربي والقوات المشتركة من العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية والوطنية تمتلك العدة والعتاد لمواجهة كل تلك التحديات وسد تلك الثغرات التي يحاول الحوثيون التسلل منها، ورغم الخسائر التي مُنيوا بها، إذ أن من يتسللون يلقون حتفهم أو يقعون في الأسر، فأن قيادة هذه المليشيات الإرهابية لا تضع أية قيمة لعناصرها التي تزج بهم إلى مثل هذه المحرقة ورغم الخسائر الفادحة والقتلى الذين وصلت جثههم إلى المئات خلال الأيام القليلة الماضية ، فأنها لم تتورع عن الزجات بدفعات جديدة وهي تعرف سلفاً أنهم لن يحققون لها أي نصر عسكري أو حتى معنوي.
• سؤال المذيع: هناك ترقب أستاذ علي لما ستسفر عنه المعارك ما بعد المطار، ما السناريوهات المقبلة لمعركة ما بعد مطار الحديدة؟
- جواب د.الخلاقي: بالطبع معركة مطار الحديدة ومحيط المطار وما تم السيطرة عليه وانتزاعه من مليشيات الحوثيين هو البداية للمعركة الأشمل لتحرير الحديدة بكاملها وصولاً إلى مينائها الرئيسي ومن ثم استكمال ما تبقى من مناطق الساحل التهامي، والسيناريوهات اعتقد أن هناك العديد من الخطط التي أعدتها قيادة العمليات المشتركة لتحرير الحديدة بتلك الطريقة المباغتة والمفاجئة التي رأيناها في عملية تحرير المطار ، وقد بدأت هذه الخطة بالفعل أولاً بتأمين ما تم تحريره من المطار ومحيطه وكذلك تأمين جوانب الطرق الممتدة من المخا إلى الخوخة إلى الدريهمي بقطع دابر تلك التسللات، وكذلك يجري الآن الإعداد الآن للتقدم باتجاه طريق الكورنيش، ولو بالتدريج للتقليل من الخسارة في جانب القوات المقتحمة وكذلك في صفوف المدنيين الذين اتخذهم الحوثيون دروعاً بشرية .
• المذيع مقاطعاً: هنا في قضية الدروع البشرية شهدنا بعض التقارير، بعض الصور تتحدث عن أن هناك رفض شعبي لنصب المدافع في وسط الأحياء، إلى أي حد هذا العامل الشعبي قد يكون في صالح قوات المقاومة الوطنية المشتركة؟
- جواب د.الخلاقي: العامل الداخلي وعدم الرضا عن مليشيات الحوثيين في الحديدة وفي إقليم تهامة له امتداده وجذروه التاريخية مع هذه المليشيات ومع أسلافهم من الأئمة الذين عاثوا فساداً في هذه المنطقة الواسعة وحولوها إلى إقطاعية لهم، ولذلك فأن أبناء تهامة بمجملها يتوقون للتحرر من نير هذه المليشيات التي جاءت كامتداد لنظام الأئمة الذي عانوا منه طويلاً ، ولذلك فأن هناك كثيرين قد انضووا في صفوف المقاومة التهامية ،والرفض الشعبي المطلق لهذه المليشيات وعدم التعاطي معها أمر طبيعي، ولهذا تلجأ إلى استخدام سطوتها والقوة لارغام الناس على استخدام مبانيهم ومنشآتهم ومواقعهم التجارية والسكنية كمواقع لتواجد مدافعها أو دباباتها مما قد يعرضهم ويعرض أملاكهم لخطر طلعات الطيران أو ضربات المدفعية، ومع ذلك فأنهم يقدمون الإحداثيات للتحالف وللقوات المتقدمة كجزء من مهمتهم في التخلص من هذه المليشيات رغم ما يعانوه وما قد يلحق بهم من أذى.