الجنوب بين الاحتجاج والعصيان المدني.. حضرموت تثور ضد الشرعية

الثلاثاء 22 مارس 2022 21:20:31
testus -US

ولّدت الفوضى المعيشية الشاملة في حضرموت، غضبًا جنوبيًّا عارمًا تجلّى في مظاهر الاحتجاج والإضراب التي تشكل ضغطًا شديدًا على ما تُسمى بالشرعية بما يعني أنّ ثورة الجنوب مستمرة ونضاله قائم.

فبعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية في عدة مناطق بحضرموت وتحديدًا في مدينة سيئون، جاء الدور على عصيان مدني شامل نظّمه المواطنون الجنوبيون العاملون في المرافق الحكومية بمديرية غيل باوزير؛ للضغط على ما تعرف بالشرعية واستئصال بؤر الفساد المستشرية هناك.

ويطالب الجنوبيون بوقف حرب الخدمات القاسية التي يشنها نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي، وملاحقة القيادات الفاسدة التي عملت على استنزاف ثروات حضرموت ونهبها، وعملت على صناعة أعباء أمنية مروعة عانى منها المواطنون على مدار الفترات الماضية.

العصيان المدني شمل أغلب المرافق الحكومية في عدد من مدن حضرموت؛ وذلك استجابة للدعوة التي أطلقتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة

وفيما حقّق العصيان المدني نجاحًا كبيرًا، فقد أشاد رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية غيل باوزير محسن أحمد حيتر بموظفي القطاع الحكومي بالمديرية على استجابتهم لهذه الدعوة.

وقال "حيتر"، إنَّ المديرية كغيرها من مديريات ساحل حضرموت ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة خطوات تصعيدية متنوعة تهدف إلى الوصول نحو تحقيق اهداف التصعيد.

تصاعد المشهد الغاضب في حضرموت، من الاحتجاج إلى العصيان المدني حمل إشارة واضحة بأن الجنوب لا يزال يملك في جعبته الكثير من أوراق الضغط على ما تعرف بالشرعية، لدفعها نحو وقف الحرب الغاشمة التي تشنها على الجنوب.

كما أنّ تفاقم موجات الغضب يعني أيضًا أنّ عامل الوقت الذي راهن عليه نظام هادي جاء خاسرًا، في ظل إصرار الجنوبيين على مواصلة النضال الشعبي الذي يضغط على نظام الشرعية.

يُضاف إلى ذلك أن رسائل التخويف التي أطلقتها ما تعرف بالشرعية لترهيب المواطنين الجنوبيين لم تحقق المرغوب منها، بالنظر إلى أنّ كله مرّ الوقت يمضي الجنوبيون في خطوات تصعيدية أكثر، وهو أمرٌ تدعمه تحركات المجلس الانتقالي الانتقالي الذي يكثف من ضغوطه السياسية على نظام الشرعية بكل الطرق الممكنة.