الإرهاب الحوثي يعيد طرح سيناريو الحسم العسكري.. وتطهير الشرعية ضرورة
برهنت المليشيات الحوثية الإرهابية، على أنها طرف عدواني لا يسعى أبدًا للسلام ويستهدف إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، بما خلّف أعباء إنسانية قاسية.
المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تُظهر هذا الوجه العدائي من خلال عملياتها الإرهابية، أحدثها كان اليوم الجمعة، إذ أطلقت المليشيات ست طائرات مسيرة دون طيار "مفخخة" تجاه المنطقة الجنوبية.
وقال المتحدث باسم قيادة قوات التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، في بيان، إنَّ الدفاعات الجوية السعودية دمّرت المفخخات الست، مشيرًا إلى أنَّ المحاولات العدائية تعمدت استهداف أعيان مدنية ومنشآت للطاقة.
وفيما حذّر من أنّ استمرار الأعمال العدائية الحوثية يهدد الأمن الإقليمي والدولي، فقد شدّد على أن التحالف يدعم الموقف الخليجي والدولي لإنجاح المشاورات (المقبلة)، في حين تسعى المليشيات الحوثية لإفشالها.
إصرار المليشيات الحوثية على شن هذه الأعمال العدائية يبرهن على أنها لن تجنح نحو السلام على الإطلاق، وبالتالي فهذا الأمر قد يفرض سيناريو جديدًا يتعلق بالخيارات التي يمكن اللجوء إليها في الفترة المقبلة للرد على الإرهاب الحوثي.
هذا السيناريو ربما يتضمن ضرورة إعادة ترتيب الصفوف أولًا ومن ثم تكثيف الأعمال العسكرية لإخضاع المليشيات الحوثية بعدما أضاعت كل الفرص الممكنة نحو إحلال السلام، إذ يمثل الضغط العسكري عليها خيارًا ذات أولوية كبيرة في الفترة المقبلة.
لكن نجاح التحالف العربي في الدفع نحو مسارٍ كهذا ربما يتطلب ضرورة إجراء إعادة هيكلة شاملة على نحو يتضمن إزاحة كاملة للعناصر التي ثبت خيانتها وتآمرها على التحالف وتخادمها مع المليشيات الحوثية، بدءًا من الإرهابي علي محسن الأحمر، والأذرع التابعة له التي حرّفت بوصلة الحرب وجعلت من نظام ما تعرف بالشرعية حليفًا مقربًا من الحوثيين.
إزاحة من بات يُطلق عليهم "أمراء الحرب" ستكون الخطوة الأكثر نجاعة في إطار ضبط بوصلة الحرب بشكل كامل ومنعًا لإضاعة المزيد من الوقف أو استنزاف القوات، لا سيّما أن أغلب المناطق التي يتم تحريرها تعاود المليشيات الإخوانية وتسلمها للمليشيات الحوثية الإرهابية إلى جانب تسليم المواقع والانسحاب منها، بما مكن الذراع الإيرانية من إطالة أمد الحرب حتى الآن.