اغتيال مصور في تعز.. دهس حوثي - إخواني لحرية الصحافة
بين الاعتداء المباشر أو تحريك أذرع البطش، وُجهت اتهامات متلاحقة إلى السلطة الإخوانية والمليشيات الحوثية في محافظة تعز، حملتهما مسؤولية جريمة قتل المصور الصحفي فواز الوافي، الذي عثر على جثمانه قتيلًا قبل أيام، في المحافظة التي يتقاسمها الحوثيون والإخوان وتحولت إلى مسرح لفوضى أمنية عارمة.
جثمان الوافي الذي عثر عليه داخل سيارته، بعد أيام من اختطافه، بالقرب من محطة الوادعي أسفل وادي القاضي باتجاه عصيفرة شمالي مدينة تعز، أظهر أنه تعرض للتعذيب بشكل بشع، وكذا إصابته بطلق ناري يُرجح أنه كان السبب في مقتله.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة للقصاص للصحفي الذي تم اغتياله، ووجهوا اتهامات مباشرة للسلطة الإخوانية التي تتقاسم السيطرة على محافظة تعز إلى جانب المليشيات الحوثية بأنها تقف وراء عملية الاغتيال، ضمن سلسلة جرائمها الموجهة ضد حرية التعبير.
وبحسب هؤلاء الناشطين، فقد تحولت مدينة تعز - من جراء جرائم القمع الإخوانية وكذا الحوثية - إلى بيئة شديدة الخطورة فيما يخص التنكيل بحرية الرأي والتعبير بها بشكل كامل.
وحولت المليشيات الإخوانية والحوثية حياة الصحفيين إلى جحيم، ليس فقط على صعيد الاستهداف الأمني الذي يصل إلى حد الاغتيال والتعذيب، لكن الأمر يشمل كذلك استهدافًا اقتصاديًّا يتمثل بوضوح في تدني الرواتب وإجبار العديد من المؤسسات الإعلامية على الإغلاق ومن ثم تشريد العاملين بها.
يُرجع محللون إلى مثل هذه الجرائم التي تفنن الحوثيون والإخوان في ارتكابها على مدار الفترات الماضية، إلى رغبة كل منهما في بسط سيطرته على الأرض دون ظهور أصوات معارضة، علمًا بأنّ جزءًا كبيرًا من هذا الإرهاب يوجه ضد المصورين الصحفيين الذي يوثّقون بعدساتهم مدى الإرهاب والحوثي والإخواني.
يحدث هذا الاستهداف في الجنوب أيضًا، ولعلّ واقعة اغتيال المصور الصحفي نبيل القعيطي بإطلاق النار عليه من قبل عناصر إخوانية من المسافة صفر، كانت واحدة من أشد الجرائم ألمًا في الجنوب، وقد خلّفت غضبًا جنوبيًّا عارمًا ضد المليشيات التابعة لما تعرف بالشرعية.
ينظر إلى هذه الجرائم بأن المليشيات الإخوانية وحليفتها الحوثية قد حوّلتا الصحفيين وتحديدًا المصورين منهم إلى جزء رئيس من الاستهداف المشبوه التي تمارسه هذه المليشيات المارقة، لإيقاع أكبر ضرر ممكن بهم.
هذه الاعتداءات زجت باليمن في ذيل قائمة حرية الصحافة، وبحسب تقرير صدر في نهاية العام الماضي فقد حلّ اليمن في المرتبة 169 من أصل 180 بلدًا على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة.
ووثّق تقرير حديث كذلك، أنّ عام 2021 وحده شهد ارتكاب ما لا يقل عن 104 انتهاكات ضد صحفيين في ظل بيئة إعلامية غير آمنة وعدوائية تجاه العمل الصحفي بشكل مرعب.