انتصارات بالجملة.. ماذا حقق المجلس الانتقالي في اليوم الأول لمشاورات الرياض؟

الخميس 31 مارس 2022 03:03:33
testus -US

كما كان متوقعًا، حقّق المجلس الانتقالي انتصارًا سياسيًّا بالغ الأهمية في اليوم الأول من حضوره مشاورات الرياض، ليرسخ من الجنوب طرفًا قويًّا فاعلًا على الأرض.

مشاورات الرياض التي انطلقت اليوم الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي، شارك فيها المجلس الانقتالي بوفد رفيع المستوى ترأسه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.

إلى جانب الرئيس الزُبيدي، ضم وفد المجلس الانتقالي اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية، وأحمد حامد لملس الأمين العام لهيئة الرئاسة ومحافظ العاصمة عدن، والدكتور ناصر الخُبجي رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وفضل الجعدي مساعد الأمين العام، وعددا من أعضاء هيئة الرئاسة، ورؤساء الدوائر واللجان في الأمانة العامة والجمعية الوطنية، والهيئات التنفيذية في المحافظات.

قيادة الرئيس الزُبيدي للوفد الجنوبي في المشاورات يعكس بشكل واضح، مدى الأهمية التي يوليها المجلس الانتقالي لهذا المسار السياسي، وحرصه على أن يحقّق استقرارًا شاملًا على كل الأصعدة، لكن يضع قضية الجنوب في صدارة الواجهة.

الرسالة التي بعث بها المجلس الانتقالي منذ اليوم الأول للمشاورات، هي حضور قضية الجنوب، وتمثّل ذلك في اللقاءات التي عقدها الرئيس الزُبيدي مع عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة، وعدد من المسؤولين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقيادات جنوبية ويمنية من المشاركين في المشاورات.

ممثلو المجلس الانتقالي أدلوا خلال اليوم الأول من المشاورات، بمداخلات مهمة للغاية تناولت التأكيد على أهمية التمثيل الندي للجنوب في مسارات التشاور وفقا لمقتضيات اتفاق الرياض، وتماشيا مع معطيات الواقع التي تفرضها السيطرة والحضور الفاعل على الأرض.

وأكّد المتحدثون، وفق بيان صادر عن المجلس الانتقالي، أنَّ الحديث عن أي مرجعيات سابقة غير مجدٍ اليوم في ظل المتغيرات التي طرأت على أرض الواقع منذ اندلاع الحرب، وأن التمسك بأي اشتراطات مسبقة لن يؤدي إلا إلى الفشل.

وطالب ممثلو الانتقالي، بالعمل على بلورة رؤى ناجعة للحل السياسي لإنهاء الصراع في المنطقة تراعي خصوصية الوضع في الجنوب وبما يلبي تطلعات أبناء شعبه.

المحاور التي طرحها ممثلو المجلس الانتقالي، تأكيد لما أعلنه المجلس الانتقالي في وقت سابق من مشاركته في المشاورات تقوم على مبادئ راسخة تستند إلى واقع القضية الجنوبية والدفاع عنها لتحقيق تطلعات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.

وتمضي الأمور على غرار ما شهده مسار اتفاق الرياض، فالأطروحات التي تناولها المجلس الانتقالي أفضت في نهاية المسار عملية سياسية رسّخت واقعًا جديدًا في إطار مسار القضية الجنوبية بعد تعرضها لعملية استهداف طويلة الأمد على مدار الفترات الماضية.

أطروحات المجلس خلال المشاورات أثارت تفاعلًا جنوبيًّا على صعيد واسع، لا سيّما كونها أعطت القضية الجنوبية زخمًا إضافيًّا ليس فقط على الصعيد الخليجي باعتبار أن مجلس التعاون هو راعي المشاورات لكن أيضًا بالنظر إلى حجم الحضور الدولي ومدى الاهتمام بأهميتها.

ومع أهمية هذا الزخم الشديد الذي نجح المجلس الانتقالي في تحقيقه في اليوم الأول للمشاورات، فإنّ النتائج التي سيتم التوصل إليها في نتائج المشاورات ستكون القول الفصل في رسم الإطار التي سيتعامل بها المجلس الانتقالي مع معطياتها لا سيّما، وهذا متعلق بالأولوية التي تسيّر عمل المجلس الانتقالي التي تقوم على مبدأ استعادة الدولة وفك الارتباط.