نديّة الجنوب في الرياض

الخميس 31 مارس 2022 18:00:13
testus -US

رأي المشهد العربي

برهن المجلس الانتقالي الجنوبي على أنّه كان محقًا ويمضي على طريق الصواب، عندما قرر المشاركة في مشاورات الرياض، بعد حملات التشكيك التي أثيرت حول جدوى هذه المشاركة.

بعض الآراء المُحبطة اعتبرت أن مشاورات الرياض تمثّل محاولة لتقزيم القضية الجنوبية وتعمل على بناء مسار سياسي جديد يهدم ما تحقق من خلال مسار اتفاق الرياض، إلّا أنّ المجلس الانتقالي أثبت حنكته وفطنته وقدرته على استقراء المشهد مبكرًا وأن مشاركته في هذه الحدث ستكون مبنية على قواعد راسخة تستهدف جميعها تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي التي تقوم على استعادة دولته.

بكل وضوح ودون أي مواربة، طالب المجلس الانتقالي بـ"التمثيل الندِّي" للجنوب في مسار مشاورات الرياض التي يرعاها مجلس التعاون الخليجي، وهذه الندية هي القول الفصل في إطار العمل على تحقيق حلحلة سياسية شاملة تدفع نحو تحقيق زخم جديد لمسار قضية الجنوب.

الأطروحات التي عرضها المجلس الانتقالي في اليوم الأول من المشاورات تناولت التأكيد على أنّ الحديث عن أي مرجعيات سابقة غير مجدٍ اليوم في ظل المتغيرات التي طرأت على أرض الواقع منذ اندلاع الحرب، وأن التمسك بأي اشتراطات مسبقة لن يؤدي إلا إلى الفشل.

المجلس الانتقالي يتبع سياسة رصينة لا تعتمد على القرارات المتعجلة التي دائمًا ما تكون غير حكيمة، لكنها تستند إلى مراعاة الأبعاد المختلفة، وهو ما منح المجلس الانتقالي تقديرًا كبيرًا على الصعيدين الإقليمي والدولي.

النديّة التي طالب بها المجلس الانتقالي بعثت الطمأنينة في قلوب الجنوبيين من جانب، كما صفعت من حاول تهميش مشاركة الجنوب في هذا الحراك السياسي المهم.

اللافت أنّ الإعلام الإخواني انتابه الرعب من الأطروحات التي تناولها المجلس الانتقالي وحاول تصوير الأمر على أنّ المجلس لا يرغب في الحوار، ضمن حملات إخوانية مشبوهة نُظمت على صعيد وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح.

جاء ذلك على الرغم من أن القيادة الجنوبية أبدت انفتاحًا على المشاورات وتحرص على إحلال السلام لكن شريطة ألا يمس الأمر بتطلعات الجنوبيين باعتبار ذلك أحد الثوابت الراسخة التي تسيّر عمل المجلس الانتقالي.