الانتقالي.. استراتيجية الدولة وتكتيكات السياسة

الجمعة 8 إبريل 2022 02:02:00
testus -US

يواصل المجلس الانتقالي الجنوبي، حمل راية الجنوب على مختلف المستويات الإنسانية والاقتصادية والحقوقية، عبر اعتماد تكتيكات سياسية تنحاز للمصلحة الوطنية، دون إغفال القضية السياسية التي نشأ دفاعا عنها ألا وهي استعادة دولة الجنوب المسلوبة، كاستراتيجية ثابتة.

وفي محصلة جهود سنوات من العمل السياسي والعسكري والإنساني والشعبي، يملك المجلس رصيدا هائلا من المواقف الصادقة التي لا تقبل تأويل أو اجتهاد، من انحيازات واضحة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة.

ورغم ذلك، لا تتوقف محاولات الصيد في الماء العكر، سواء بافتعال معارك جانبية، أو التلاعب بالألفاظ والتعبيرات تدليسا على عموم الشعب الجنوبي، كما بدا جليا في التأويل الخائب لتصريحات عمرو البيض الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية.

ذهب رأس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مشاورات الرياض حاملا بين يديه هموم أكثر من سبعة ملايين جنوبي، في محفل ترعاه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، تحت عناوين الأزمة المعيشية والإنسانية.

واتساقا مع الأهداف المعلنة، شارك المجلس في الصفوف الأولى مطالبا بتحسين الأوضاع الاقتصادية للجنوبيين وإنهاء الأزمات المعيشية والاجتماعية المتراكمة، وتحمل الحكومة مسؤولياتها المنصوص عليها في اتفاق الرياض، إلا أن هناك من ظن أن المجلس قد يغفل عن أجندته السياسية.

الموقف في شكله العام يوحي بالحرص على القضية الشعبية، إلا أن هؤلاء أرادوها مكيدة للجنوب والمجلس على حد سواء، لسببين، أولهما أن الأصوات المعادية أرادت التشويش على السياسة الحكيمة للمجلس بطرح قضية الجنوب خارج إطار أدواته الدبلوماسية الناجحة للتأثير على أدائه.

وبنجاح المجلس في لفت الأنظار إلى المعاناة الجنوبية جراء حرب يفرض على شعب تحمل تكلفتها دون أن يكون له فيها يد أو حتى رغبة، خرجت مشاورات الرياض بالاعتراف للجنوب بحق تقرير المصير وبتشكيل مجلس قيادة رئاسي مفوض بعضوية الرئيس عيدروس الزُبيدي الأمين على قضية الجنوب وتطلعات شعبه.