عدن تستحق الافضل
سعيد بكران
منذ سنوات مابعد تحرير عدن من الحوثيين تأتي أخبار المدينة على نوعين :
النوع الاؤل : الاكثر والاغلب اخبار سيئة جزء كبير منها حقيقي وناتج عن وقائع وجزء آخر مصطنع ومفبرك وموجه .
النوع الثاني : الاخبار الجيدة الصور الجميلة وهذا قليل جداً اما بفعل قلة الوقائع والاحداث الايجابية او لان جهة ما او جهات لا تريد ان تخرج اي اخبار ايجابية عن المدينة ..وان خرج خبر ايجابي تكالبت عليها ادواتها لتدميره وتحويله لسلبي
الفكرة بسيطة من هذا كله ربط عدن بالصورة السلبية .
بحيث اذا ذكرت كلمة عدن يستحضر الذهن مباشرة كل شي غير ايجابي عن مدينة في الواقع مختلفة عن هذا التنميط الاعلامي المسيس .
للاسف التيار الاغلب منا نحن الجنوبيون اصبح مدمن على المادة الاعلامية التي تقول ان عدن كل شي فيها سلبي كل شي وحتى الإيجابي هو سلبي .
حتى اصبح الكثير اذا رأى صورة إيجابية جميلة من عدن لايصدق او لايقبلها عقله الباطن او يتجاهلها ويذهب للبحث عن اي مادة سلبية حتى لو كانت من قبيل ان كلب عض مواطن في إحدى حواري المدينة .
هذه حالة نفسية بالمناسبة وبالمقام الاول تحتاج علاج .
هذا التيار الكبير الذي اصبح لايطمأن لكلمة عدن الا اذا اقترنت بالسلبيات
هو انواع ايضاً ..
نوع متأثر من شدة الضغط والتوجية الاعلامي الذي يقول انه مافيش في البلاد بشمالها وجنوبها الا مدينة واحدة اسمها عدن وان مافي في عدن الا كل شي سلبي وسيئ فقط لاغير ..
نوع آخر موجه وتوجييهه السياسي يقول له لاترى عدن مدينة عاديه من مدن بلد عصفت بها الحرب بل يجب ان تراها كومة من خراب ودمار لاننا فقدنا موقعنا السلطوي عليها كما كنا ولهذا هي خراب وخرابه حتى نعود لها وتعود لنا .
وثمة نوع ثالث لايفرح بالاخبار السلبية ولا يتحمس لها لكنه في ذات الوقت يرفض اي اخبار ايجابية عن المدينة ويستميت في دفن وقتل كل خبر جيد يعطي دفعة وبصيص امل ويرى الاحداث الايجابية بنظرية مؤامرة وتوجس فتتحول عنده الى سلبيات ايضاً بشكل تلقائي .
وهذا النوع في الغالب لايدري حتى ماهو الايجابي من الاحداث فهو مثلاً قادم من ارياف عدن المحيطة بها من كل اتجاه ويريد ان يرى عدن نسخة من قريته في كل تفاصيلها الاجتماعية
وبالتالي لديه استعداد ذهني لاستلام الرسائل الاعلامية التي تقول ان اي تجمع نسائي في عدن هو سلبية وعار وخبر سيئ وان اي حفلة غنائية هو جريمة وان اي مظهر من مظاهر المدن التي تحدث في مدن العالم كله هو كارثه .
هذه الانواع عدا حملة الافكار المتطرفة الذين كانوا قد اعلنوا اجزاءً من عدن امارة متطرفة .
في خضم كل هذا الضغط والتأثير الاعلامي والتوجيه السياسي الاعلامي يغيب صوت اهل عدن للاسف اهل عدن وليس غيرهم ..
هناك كثير تستفزهم عبارة اهل عدن ويذهبون بها نحو الشمال والجنوب وهذا جهل وغباء فاضح واضطهاد لعدن سيضر الجنوب ويجب ان يتوقف
اجتماعياً وفنياً وعادات وتقاليد موروثه وموروث ثقافي وغنائي لكل ذلك اهل في عدن وناس
كما لكل ذلك الموروث الاجتماعي والانساني اهل وناس في حضرموت واهل وناس في يافع وفي الضالع وفي ابين وشبوة
الموروث العدني الاجتماعي لن ينجح فرضه بالقوة على أي مجتمع غير عدني في اي محافظة اخرى غير عدن
وكذلك موروث المناطق والمحافظات حول عدن الى المهرة وسقطرى لايفرض على اهل عدن ولن يفرض حتى لو حاول بعض الجهلة والمتطرفين .
انا من الناس الذين ظلوا منذ مابعد تحرير عدن يبحثون عن اي صورة جميلة للمدينة لابرازها اي خبر اي حدث مدني عدني يشبه اهل عدن وثقافتهم وسأظل كذلك
هذه المدينة تستحق منا ان نقف معها كما هي بعاداتها وتراثها وانفتاحها ومدنيتها يجب ان تكون منفذنا جميعاً في هوامشها الريفية نحن التمدن والتحضر وليس العكس بأن نجرها نحن نحو الانغلاق والتراجع .
يجب ان تقمع هذه المدينة كل صوت متطرف كل ادعياء الوصاية على الاخلاق والدين هؤلاء سرطان الاوطان والمجتمعات وهم اكثر الناس بعداً عن الايمان واليقين والاخلاق والقيم ..
حفظ الله عدن وحماها .