معركة الحديدة تسقط آخر أوراق التوت عن تواطئ الإخوان مع الحوثيين

الأربعاء 27 يونيو 2018 20:49:00
testus -US
 رأي المشهد العربي - خاص

أسقطت معركة الحديدة الدائرة حالياً (غربي اليمن) آخر أوراق التوت عن تواطئ جماعة الإخوان المسلمين مع الحوثيين وذلك بعد الحديث عن  قتال حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان باليمن، على جبهة الساحل الغربي إلى جانب الحوثيين ضد القوات المشتركة.

 

وكانت تقارير إعلامية، ومصادر يمنية، رصدت مؤخرًا سلسلة تحركات وُصفت بالمشبوهة بين ميليشا الحوثيين وحزب الإصلاح اليمني.

 

ووفقاً للمصور صالح العبيدي:"إن عددًا من أعضاء الحزب  قُتلوا  خلال المعارك  في مدينة الحديدة، وما زالوا يقاتِلون إلى جانب ميليشيات الحوثيين".

 

وأكد العبيدي وهو مصور من مدينة عدن، مقتل أعضاء في حزب الإصلاح وهم يقاتِلون إلى جانب الحوثيين، للدفاع عن مواقعهم في مدينة الحديدة الساحلية، ضد القوات المشتركة، والتحالف العربي لدعم الشرعية".

 

تواطئ إخواني

ومن هذه التحركات تواتر الأنباء عن تنازل الحزب ميدانيًا عن بعض المواقع الإستراتيجية لصالح الحوثيين، لتخفيف الضغط عليهم في الحديدة التي أظهر فيها إعلام قطر -وهو عادة الناطق بلسان سياسات تنظيم الإخوان- ميلًا واضحًا لصالح الميليشيات التابعة لإيران.

 

بيد أن معركة الحديدة  كشفت عن حقائق عن الخيانات التي كان بطلها حزب الإصلاح الإخواني من خلال مواقفه المتناقضة وتخاذله عن مواجهة الحوثيين واستخدامه أسلوب المراوغة والاستنزاف لأموال التحالف العربي.

 

واستمرارا لتناقض الإخوان باليمن فقد دعا "الإصلاح" مؤخراً أنصاره وأعضائه إلى الانتفاضة الشاملة ضد الحوثيين في محافظة الحديدة غربي البلاد.

 

ركوب الموجة 

ويرى مراقبون أن الإصلاح لم يُطلق دعوته لأنصاره بالانقلاب على ميليشيا الحوثي إلا بعد هزيمتها في معركة الحديدة، وذلك من أجل ركوب الموجة لإيجاد موطئ قدم على الخارطة السياسية لليمن في فترة ما بعد الحوثي.

 

وشنت صحيفة الرياض السعودية هجوما عنيفا على حزب التجمع اليمني للإصلاح، واصفةً إياه بـ"الخبيث"، ومعتبرةً أن الإخوان لا يقلون خطرًا عن التمدد الإيراني في المنطقة.

 

وأشار المقال إلى أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها تتبع تكتيكًا ثابتًا يقضي بالعمل دائمًا على الركوب على الأحداث وعلى مجهودات الغير، دون محاولةٍ للعب أي دور في خلق الفعل السياسي أو العسكري.

 

تحذيرات من الإخوان

وأوضح المقال إلى أن جماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح ظلت على الهامش تتبنى تكتيكات المنطقة الرمادية، والانتظار إلى أية جهة ستميل كفة الصراع لتميل إليها وتنقلب على الطرف المنهزم.

 

واختتم المقال بالتحذير من أن الخطر "الإخواني" على المنطقة لا يقل في جوهره وإكراهاته عن الخطر "الصفوي الإيراني"، إن لم يكن يتخطاه بكثير.

 

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن مصادر محلية، إن الإصلاح سلم مواقع إستراتيجية في البيضاء لميليشيات الحوثيين على رأسها: خدار العرجا وغول سالم وسفح، وعدد من التباب (المرتفعات) الأخرى، فضلاً عن توقيف المواجهات في هذه الجبهة، وتمكين الحوثيين من سحب مقاتليهم من مواقع كانت محاصرة بالكامل إلی جبهة الساحل الغربي، حيث يتعرض الحوثيون لضغط كبير مع تضييق الخناق عليهم في الحديدة.

 

وتأكيداً لخيانة حزب الإصلاح فقد بثت قناة المسيرة التابعة للمليشيات الحوثية التابعة لإيران منتصف هذا الشهر مقابلة مع علي الكردي أحد العناصر القيادية في حزب الإصلاح، والذي تم تعينه رئيس لجان الدفاع عن الوحدة في عهد محافظ عدن الأسبق وحيد رشيد (القيادي في حزب الإصلاح و المقيم حالياً في تركيا ).

 

الحوثيون على أرضية رخوة

وميدانياً كشفت معركة تحرير محافظة الحديدة، أن جماعة الحوثي لم تعد بالقوة التي يصورها فيها إعلامها، بقدر ما أصبحت تتحرك في أرضية رخوة لا تستطيع الصمود طويلا فيها.

 

وباتت الأرضية الرخوة تسبب في انهيار الميليشيا الانقلابية بشكل سريع في معركة محافظة الحديدة، التي كشفت حقيقتها الراهنة.

 

خسائر الحوثي بالحديدة

وكشفت مصادر يمنية، إن خسائر ميليشيات الحوثي في معركة الحديدة، وصلت لعشرات القتلى، منذ تصاعد عمليات القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي.

 

وذكرت المصادر لـ"سكاي نيوز عربية" أن ألف حوثي على الأقل قتلوا منذ تصاعد عمليات تطهير محافظة الحديدة وتحرير مركزها، مدينة الحديدة، منتصف يونيو الجاري.

 

وتكبدت الميليشيات الموالية لإيران في هذه المعركة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، هزائم متلاحقة، أفقدتهم مناطق واسعة في المحافظة الواقعة غربي اليمن.

 

وأضافت المصادر أن ميلشيات الحوثي باتت أيضا في أزمة حقيقة على صعيد "الاتصال والتواصل ببعض مقاتليها"، على مختلف المحاور في جبهة الساحل الغربي.

 

و"مثلت جبهة الساحل الغربي مقبرة للمتمردين الحوثيين، ودفعتهم إلى البحث عن مقاتلين جدد لتعويض خسارتهم، والعشرات، الذين فروا من جبهات القتال"، طبقا للمصادر.

 

ونجحت القوات المشتركة، بمشاركة التحالف العربي، الثلاثاء 19 يونيو الماضي، في تحرير مطار الحديدة، والتقدم باتجاه المدينة، حيث وصلت إلى مشارف المدينة الساحلية.

 

وكان التحالف العربي قد أعلن انطلاق عملية عسكرية، لتحرير المدينة والميناء، بالتوازي مع عملية إنسانية ضخمة لتوصيل المساعدات إلى ملايين اليمنيين.