قواسم الحوثي والقاعدة والإخوان.. مدنيون يدفعون الثمن
قواسم مشتركة عديدة تجمع بين الثالوث الإرهابي الذي يضم تنظيم القاعدة والمليشيات الحوثية والمليشيات الإخوانية، تتمثّل جرائم القمع والانتهاك واسعة النطاق التي يتم ارتكابها بشكل وحشي ضد الأبرياء.
أحدث صور هذا التقاطع تمثّل في فرض الحوثيين إجراءات جديدة تشمل منع النساء من التسوق دون محرم، على أن يتم اختطاف واعتقال السيدة التي تعارض هذا التوجيه.
ودخل القرار الحوثي حيز التنفيذ، إذ اعتقلت المليشيات عددًا من النساء بمحافظات صنعاء وصعدة وعمران، من قِبل كتائب ما تعرف بـ"الزينبيات"، إذ عملت هذه الكتائب النسائية المسلحة على مراقبة السيدات اللواتي ليس معهن محرم وسط الأسواق أو ارتداء ملابس تمنعها المليشيات.
النساء طالتهن الكثير من الاعتداءات الوحشية التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، إذ تكشف إحصاءات أنه جرى تعذيب أكثر من 1181 مختطفة يواجهن الموت من قبل المليشيات الحوثية.
وفيما تشبه الإجراءات الحوثية التي تشبه كثيرًا ممارسات تنظيمات متطرفة أبرزها "القاعدة"، فإنّ حزب الإصلاح يواصل توظيف التنظيم نفسه في العمل على صناعة فوضى أمنية شاملة تضرب أرجاء الجنوب بشكل كامل، بما ينذر بمخاطر شديدة على الوضع الأمني.
وبينما عانى الجنوب لفترة طويلة من ويلات الإرهاب الذي صنعه الإخوان عبر عمليات تحشيد لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، فقد جاء الانفجار الأخير الذي ضرب أنبوب الغاز في محافظة شبوة ليُوجه أصابع الاتهام من جديد بأن التنظيمات الإرهابية التي حشدها حزب الإصلاح في الجنوب، تقف وراء هذه الجرائم.
ويعود السبب الرئيسي لوجود تنظيم القاعدة في الجنوب إلى حزب الإصلاح الذي نفّذ عمليات تحشيد واسعة النطاق في مناطق عدة سواء في شبوة أو حضرموت، وكذا العاصمة عدن، التي شهدت مؤخرًا واقعة ضبط خلية تتبع تنظيم القاعدة والمليشيات الحوثية، تم دفعها صوب الجنوب بالتنسيق مع حزب الإصلاح.
الأخطر من ذلك أن حزب الإصلاح أدرج عناصر تنظيم القاعدة إلى صفوف المؤسسة العسكرية الرسمية، لا سيّما في محافظة حضرموت، وتحديدًا المنطقة العسكرية الأولى التي تضم أعدادًا كبيرة من تنظيم القاعدة الإرهابي.
ثالوث الإرهاب يثير حضوره على الأرض تهديدات جمة على الوضع الأمني، بما يحتم ضرورة أن تكون مواجهة هذا النفوذ متكاملًا، باعتبار أن إفساح المجال أمام هذه التنظيمات يحمل مخاطر كبيرة على الصعيد الأمني من جانب، كما أنّه يقضي على فرص تحقيق الاستقرار السياسي.
والمتضرر الأكبر من جرائم هذا الثالوث الإرهابي، هم المدنيون الذين يكافحون عناء الصدام المباشر والانتشار الواسع للعناصر الإرهابية على الأرض، لا سيّما أنّ الفصائل الثلاثة تتبع تكتيك يقوم على تحريك هذه العناصر بين المدنيين بشكل مكثف.