تحرير عدن.. ذكرى رمضانية بصبغة الملحمة الوطنية

الخميس 28 إبريل 2022 00:19:24
testus -US

"السابع والعشرون من رمضان".. يوم يحمل أجواء إيمانية عطرة في قلوب المسلمين، لكن يُضاف إليه أجواء حماسية أيضًا لدى الجنوبيين الذين يحتفلون بذكرى تحرير العاصمة الأبية عدن.

قبل سبع سنوات، انخرطت القوات المسلحة الجنوبية في ملحمة وطنية انتهت بتحرير العاصمة عدن في 2015، من براثن التنظيمات الإرهابية، في انتصار عزّز الكثير من الآمال أن يتبعه انتصار آخر، وهو تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني.


ذلك الانتصار الرمضاني كان برهانًا ممن عاهدوا الله والشعب والوطن أن يزودوا عن أراضيهم ويحموا شعبهم وقضيتهم، عبر لفظ الإرهاب الغاشم، بتحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية ضمن معركة السهم الذهبي.

عملية تحرير العاصمة عدن شهدت ملحمة جنوبية إماراتية، فأول شهيد ارتقى في تلك المواجهات كان من القوات المسلحة الإماراتية الباسلة، وهو الضابط عبدالعزيز الكعبي وقد كان ذلك قبيل ساعات من حسم معركة المطار.

القوات الإماراتية عملت كذلك على تدريب عناصر المقاومة من أبناء العاصمة عدن وقد كان غالبيتهم يحملون السلاح للمرة الأولى.

أهمية تحرير عدن وهي تعود العاصمة إلى أحضان الجنوبيين، أنها كانت مقدمة لكل الانتصارات التي تحققت لاحقًا على المليشيات الحوثية الإرهابية.

تحرير عدن كان مقدمة لتحرير محافظتي أبين ولحج واستكمال تحرير باقي مناطق الضالع في غضون ستة أشهر فقط من تلك الحرب، والانتقال الى تحرير باب المندب والساحل الغربي وصولًا إلى ضواحي مدينة الحديدة وجبهات أخرى في مواجهة المليشيات الحوثية، بالتوازي مع معارك تطهير أبين وشبوة وحضرموت الساحل من التنظيمات الإرهابية.

ذلك الانتصار الملهم لم يكن مجرد رسالة من الجنوب إلى العدو الحوثي، لكنه كان بمثابة رسالة أخرى موجهة للمحتل اليمني بأن جنوب اليمن ليس جنوب 1994، عندما شنّ الاحتلال اليمني حربًا غاشمة قادت إلى احتلال الجنوب حتى اليوم.

كما أن ذلك النجاح المبهر كان رسالة قوية من الجنوب بأنه قادر على حماية أراضيه من التوغل الإيراني، على عكس المحتل الشمالي الذي انشغل بمحاربة الجنوب تاركًا أرضه لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.