الانتقالي .. جدار صامد وشامخ
حلّت على الجنوب العديد من الذكريات في توقيت واحد، بين إعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994، وذكرى تحرير العاصمة عدن في 27 رمضان قبل سبع سنوات، وكذا إقالة الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي من منصبه كمحافظ لعدن في 27 أبريل 2017.
تزامن هذه الذكريات في آن واحد، وهو أمرٌ نادر الحدوث، يأتي في وقت تشهد فيه قضية شعب الجنوب، تحولات مفصلية، تتضمن تحقيق المزيد من المكاسب والانتصارات سواء السياسية والعسكرية وغيرها من كل القطاعات التي يتداخل معها المجلس الانتقالي الجنوبي.
عوامل عديدة تقود الجنوب نحو حصد المكاسب الواحد تلو الآخر، لكنّ أقواها يبقى متمثلًا في الصمود الذي تحلّى به المجلس الانتقالي، إذ تمكّن المجلس بفعل سياساته الحكيمة في القضاء على مساعٍ لاستهدافه، وكان أهمها محاولات تهميشه على الساحة.
صمود الانتقالي منحه قوة حضور فاعلة ومؤثرة على الأرض جعلته أحد أكثر الأطراف التي يُعوَّل عليها ويُسمَع منها ولها سواء في إطار الحرب على الإرهاب من منظور عسكري، أو في إطار مساعي التوصل إلى حلحلة سياسية تقضي على الاختلالات.
هذا الصمود الذي واجه به الانتقالي خصومه، شكّل حائط صد منيعًا كان السبب في تقوية أواصره عاملان مهمان، هما جدارة المجلس وإثباته القدرة على الحضور السياسي الفاعل من جانب، وكذا حجم الحاضنة الشعبية القوية التي امتلكها المجلس والتي عزَّزت من قوة حضوره على الساحة وحالت دون استهدافه.
تتويج هذه السياسات الفاعلة والحكيمة من قِبل المجلس الانتقالي تمثّل في حضور المجلس الآن في مفاصل اتخاذ القرار وذلك بعد ضم الرئيس الزُبيدي لمجلس القيادة الرئاسي، وهو حضور شكّل ضربة قاسمة لتنظيم الإخوان الإرهابي، أحد أكثر الأطراف عداءً للجنوب وشعبه، والذي كان تهميش الجنوب بالنسبة له أحد صنوف مؤامرته الغاشمة ضد الجنوب وقضية شعبه.