في ذكرى تفويض الرئيس الزُبيدي.. مصير مشترك يجمع بين الجنوب والتحالف

الأربعاء 4 مايو 2022 22:23:20
testus -US

يعتبر التعامل مع التحالف العربي، إحدى ثمار السياسات الحكيمة التي رسّخها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي منذ تفويضه من قِبل الشعب الجنوبي قبل خمس سنوات ليقود قضية شعبه ويحمل لواء تطلعات استعادة الدولة.

تقاطعت بشكل واضح تطلعات الشعب الجنوبي مع أهداف التحالف العربي، فكان القاسم المشترك هو مكافحة الإرهاب، فمنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، كانت بوصلتها موجهة بغية احتلال الجنوب، بيد أن الجهود العسكرية الدؤوبة من قِبل القوات المسلحة الجنوبية مدعومة بعمليات التحالف العربي حرّرت الجنوب من براثن الإرهاب الحوثي.

نجاحات الجنوب بقيادة الرئيس القائد الزُبيدي في مكافحة الإرهاب جعلت منه الطرف الأكثر صدقًا وقربًا من التحالف العربي في إطار هذه الحرب، ويُستدل على ذلك بأن كل الانتصارات التي تحققت في تلك الحرب يعود الفضل فيها إلى القوات المسلحة الجنوبية سواء في الجنوب نفسه أو في اليمن أيضًا.

التقارب بين الجنوب مع التحالف بفضل سياسات الرئيس الزُبيدي لا يعود فقط إلى الشق العسكري، لكن على الصعيد السياسي أيضًا إذ أظهر المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي حكمة بالغة تضمنت الرغبة في تغليب لغة الحوار، وقد حدث ذلك في إقدام الجنوب بسرعة على المشاركة في محادثات الرياض عام 2019 عقب عدوان أغسطس الذي شنّته المليشيات الإخوانية وأفضى تلك المحادثات إلى توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر من العام نفسه.

وفي مسار ذلك الاتفاق، أبدى الجنوب التزامًا كاملًا حرصًا على إنجاحه بشكل كامل، مقابل خروقات لم يتوقف الاحتلال اليمني عن ارتكابها، لا سيّما فيما يخص الشق العسكري من الاتفاق إذ رفضت المليشيات الإخوانية - ولا تزال - سحب قواتها من الجنوب.

انخراط جنوبي آخر نحو السلام حرصًا على العلاقات مع التحالف العربي، تجلّى في مشاورات الرياض التي عُقدت مؤخرًا والتي أفضت إلى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والذي يشارك فيه الجنوب كطرف رئيسي وفاعل وحاضر وبقوة من خلال الرئيس الزُبيدي كرُبّان لسفينة قضية شعب الجنوب.

التقارب بين الجنوب والتحالف يعود سببه إلى السياسات الحكيمة التي اتبعها الرئيس الزُبيدي، والتي قوبلت بنظرة تقدير شديدة للرئيس القائد، بفضل تبنيه رؤية سياسية تتسم بقدر كبير من الوضوح والشفافية والعقلانية.

هذه الرؤية التي غرس الرئيس الزُبيدي بذورها حملت مسارين أحدهما جنوبي يشمل تمسكًا بمسار استعادة الدولة وفك الارتباط كهدف رئيسي لا يمكن أن يحيد عنه الجنوب، والمسار الآخر يشمل بُعدا قوميًّا عربيًّا يتعلق بالعمل على حماية الأمن القومي العربي من التهديدات التي تلاحقه.