دين الفساد واحد
صالح علي الدويل باراس
تتبادل وسائل التواصل الاجتماعي منشورات حول النهب والفساد وتاجير المرافق العامة بفساد لقرابات مناطقية !!!. كل المنشاءات المؤجرة مهما كانت شرعيتها تمت بدون اعلانات ومناقصات
في الفساد يتساوى منتجع تأجير رأس الفيل مهما قل بتاجير خزانات حجيف وارصفة ميناء عدن ووووالخ.
الافلاس والسقوط الأخلاقي ان كل منشورات المنابر بين طرفي تبرير الفساد تجعل مما تنشره دليلا بنزاهة رعاتها وفساد الطرف الآخر !!!
واقبح منابر تبرير للفساد تلك التي تتحجج بفسادها بالحرب ومعركة عدن ، مع انه حين اجتاح الحوثي عدن كان في مصافيها مايفوق الخمسين مليار ريال محروقات تم التصرف فيها باسم الجبهة!!! ثم جاءت اسطوانة تأجير المنشاءات للفساد بأنه بسبب مديونية الجبهة كان الفساد المستأجر هو المستفيد الأول من ابتلاع تلك المليارات اما المديونية فمازال الكثير من قادتها مديونين بل إن من استشهد منهم أصبح دين الجبهة يطارد اسرته !! هذا عدا ماقدمه التحالف من مال لتحرير عدن !!!
المنشورات تكشف غيض من فيض فالجزء الأكبر من الفساد مازال غير منظور لا يجد من ينشره!! والإدارات مازالت تدار بمحسوبين او مستفيدين يتهيبون الاقتراب منه لأنه محمي بوسائل عدة منها ان بعضهم منغمس في الفساد أو مهدد بالطرد من الوظيفة ومنها القتل المحمي من الفساد، وليست بعيدة واقعة اغتيال "سهيل عوض سهيل" مع فساد "توفيق عبدالرحيم" حين كان ملك خزانات حجيف ومحميا بعفاش !!
ورغم ذلك فالفساد يعرب عن نفسه مجسما ورائحته نفاذة تزكم الانوف حتى اصبحت سنحان عفاش نزيهة شريفة امينة مقابل ما تعيثه القبائل والعائلات المستفيدة من الشرعية !!
مهما قل فساد الضالع وقبائلها وعائلاتها كما يحلو للبعض أن يقدمه ، حين كانت في فترة ما جزءا من الشرعية ، وتولت رموز منها إدارة محافظة عدن لم يكن أفضل من حال من فساد دثينة والمنطقة الوسطى وقبائلها وعائلاتها كما يحلو للبعض الآخر أن يقدمه مع أن الأخير مازال يتقلب فيه ظهرا لبطن .
لن يدافع عن الفساد إلا مفسد لكن إذا كانت إقالة محافظ عدن السابق كشفت الخلل أيام توليه فانها رسالة له ان يتعظ مستقبلا فليس الماضي مقصودا من التسريبات بل المطلوب إسقاط الماضي على المستقبل !! ، اما الجانب الآخر فلم يظهر من فساده إلا قمة الجبل الذي مازال محميا بسلطة ولم يجد من يكشفه لكن القمة توكد ضخامته وضخامة جهد الشرعية أن أرادت محاربته !!.
قضية الفساد قضية وطنية تهم الجميع وليست سلاحا تتبادله الاوكار النتنة علها بذلك تتطهر منه فما يدور في عدن من فساد يهم الجنوب كلها لأن مصالح الجنوب السيادية والوظيفية والاستثمارية تمركزت خلال تجربتي الاشتراكي /عفاش في عدن ، والشرعية تكرار مشوه لتجربة عفاش فليس لها من سمات تميزها عنه ..
الفساد لا دين له ولا قبيلة ويجب الابتعاد عن استخدامه مناطقيا رغم أن سماته وشخوصه مناطقية!!
لست بصدد جرد للفساد فهو ليس سرقة مال محروز في جنح ليل قام بها سارق متخفي ، الفساد تعيينات مناطقية في الوظيفة العامة مدنية وعسكرية وأمنية ..الفساد استقطاعات باسم الجبهة ولايصل لها إلا الفتات.. الفساد سيطر على الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء والخدمات.. الفساد هو توظيف القربات في الأحزاب والمنظمات والكيانات العامة .. الفساد استثمارات واراضي وعقارات عينية تم تاجيرها بالشراكات برخص التراب من الصعب اخفاءها ..الفساد شخصيات ذات صفات رسمية بهذه العقارات يسهلون الفساد فيها ..الفساد أن يكون لدى الموظف العام معلومات ووثائق عن الفساد ويوظفها للفساد !! ... الفساد ان من يكتبون عنه مجرد " شقاه مع طرف ضد آخر "
ان من تهمهم عدن ومصالحها يجب أن يضعوا مالديهم في "كتاب اسواد" ، وان خافوا على وظائفهم فسيجدون آلاف الوسائل لكشف الحقائق والوثائق والمعلومات ورصدها وتثبيتها فيه وتبيانها للرأي العام .
ما يكتب لا يؤكد أننا بصدد حرص على عدن من الفساد بل مجرد توظيف سياسي له كتوظيف الأمن والخدمات!!
اذا ما اردنا تاسيس وطن يخرج من انقاض الحرب معافى ويؤسس مستقبل فعلى كل الشرفاء أن يوثقوا كتابا اسودا عن الفساد ففي محكمة لاهاي الدولية حوكم قادة الصرب ليس على الابادات الجماعية بل على التكسب غير المشروع .