الأمم المتحدة توثق المأساة الإنسانية وتتجاهل الخروقات الحوثية

الاثنين 9 مايو 2022 22:44:22
testus -US

مع مرور قرابة الشهر ونصف على الهدنة الإنسانية، وثّقت الأمم المتحدة من جديد هول الأهباء الإنسانية متجاهلة في الوقت نفسه الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.

ففي توثيق جديد للأزمة الإنسانية، قالت الأمم المتحدة إنّ النساء والأطفال يشكلون نسبة 77‎% من النازحين داخليًّا، ما يعني أن الكم الأكبر من إجمالي النازحين يعيشون أوضاعًا مأساوية وعاجزين عن تدبير احتياجاتهم.

تقدر التقرير أن 77% من 4.3 مليون نازح هم من النساء والأطفال، وأن ما يقرب من 26% من الأسر النازحة تتولى مسؤوليتها الآن نساء، مقارنة بنسبة 9% قبل اندلاع الحرب.

الزيادة المهولة تفسّرها المنظمة الدولية بأنها مؤشر على زيادة هشاشة الوضع بسبب فقدان المعيل من الذكور، في حين أن المواقف المجتمعية التمييزية تجاه مشاركة المرأة الاقتصادية وحركتها بقيت على حالها.


وتحصي المنظمة الدولية أنّ 23.4 مليون شخص يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية خلال العام الحالي، وذلك بعد أن اقتُلع النازحون من منازلهم، مع انهيار الاقتصاد.

بحسب المنظمة أيضًا، فإنّ انهيار النظام الصحي بأكمله تقريبًا سمح بانتشار الأمراض مثل الكوليرا وفيروس كورونا، دون رادع.

يُضاف هذا الإحصاء إلى سلسلة طويلة من البيانات الأممية التي وثّقت حجم المأساة الإنسانية القاسية التي خلّفتها الحرب القائمة منذ أكثر من ثماني سنوات، وهي مأساة مُرشَّحة للتفاقم في ظل الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب.

في المقابل، تلتزم الأمم المتحدة صمتًا يثير حالة من الامتعاض، في ظل تمادي المليشيات الحوثية في خرق الهدنة الأممية، عبر مئات الانتهاكات التي تتنوع بين إطلاق النار بالمدفعية والطائرات المسيّرة المفخخة، ومحاولات تسلل ميدانية، وعمليات استحداث مواقع وحشد تعزيزات في مختلف الجبهات.

تمادي المليشيات الحوثية في خروقاتها على هذا النحو يثير الكثير من المطالب بضرورة الضغط على المليشيات المدعومة من إيران لتتوقف عن هذه الاعتداءات المروعة والغاشمة، لما يحمله ذلك من تأثيرات فيما يخص إطالة أمد الحرب.

تسريع وتيرة هذه الضغوط باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى أنّ المليشيات باتت تتربح عسكريا من وراء الهدنة بشكل غير مسبوق من خلال وتيرة تصعيدها الميداني المتواصل.