الأخطر من هادي والأحمر
رأي المشهد العربي
فيما لا يزال المشهد السياسي منتعشًا بإزاحة عبد ربه منصور هادي من منصبه كرئيس مؤقت ونائبه الإرهابي علي محسن الأحمر، إلا أنّ الخطورة التي شكّلها نظام ما عُرف بالشرعية لم تختفِ.
فإذا كان الرجلان قد تمت إزاحتهما من المشهد برمته إثر خيانات توسّعا في ارتكابها على مدار الفترات الماضية، تمثّلت في أبشع صورها في التخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية، فإنّ أذرع الإرهاب التي غرسها هادي والأحمر يمكنها أن تواصل العمل طالما أن عينًا حمراء لم تُشهر في وجهها.
وجاءت العمليات الإرهابية التي ضربت الجنوب في الأيام القليلة الماضية، لتعكس حجم الدور الخبيث والمشبوه التي تمارسه العناصر الإرهابية في العمل على صناعة فوضى أمنية في الجنوب، وهذه العناصر حشدها إلى الجنوب الأب الروحي للإرهاب المدعو محسن الأحمر، وبات واضحًا أن تكثيفها لوتيرة الإرهاب ينم عن مساعٍ للانتقام للمليشيات المدعومة من إيران.
أذرع الإرهاب التي صنعها محسن الأحمر لا تقتصر على عمليات إرهابية غادرة، لكنها تمارس كذلك نشاطًا سياسيًّا مشبوهًا يتضمن العمل على التشكيك في مجلس القيادة الرئاسي وجهوده على الصعيد الإنساني أو بلورة الموقف العسكري في الفترة المقبلة.
ولا تتوقف الأبواق الإعلامية والسياسية التابعة لما يسمى بتنظيم الإخوان عن توجيه رسائل تتضمن لهجة تحريضية ضد هذا الحراك السياسي الجديد، وكذا العمل على محاولة إثارة نعرات سياسية وذلك لاستهداف حالة التوافق التي سادت مع تشكيل المجلس الرئاسي في أعقاب مشاورات الرياض.
أبواق الإرهاب الإخوانية تحاول إحداث حالة من الإفشال المسبق لجهود المجلس الرئاسي في معالجة الاختلالات التي تسبّب فيها حزب الإصلاح من الأساس، وتجلّى ذلك بوضوح في تعاملها مع العمليات الإرهابية التي هزّت الجنوب مؤخرًا، إذ سعى التنظيم لإبعاد دائرة الاتهامات التي تحاصره، محاولًا توجيه دفة الحديث نحو تقديم هالة إعلامية خبيثة ومشبوهة تعادي وتستهدف المجلس الرئاسي وكذا القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.