حقبة الشيخ خليفة.. نهضة اقتصادية وضعت الإمارات في طليعة الأمم
نهضة اقتصادية متسارعة حقّقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال حقبة رئيسها الراحل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية اليوم الجمعة، مخلفًا حالة كبيرة من الحزن في كل أرجاء الوطن العربي.
حقبة الشيخ خليفة رئيسًا لدولة الإمارات استمرت 18 عامًا، كانت حافلة جميعها بكم كبير من النجاحات والإنجازات، وذلك في مختلف المجالات، لكن القطاع الاقتصادي وضع دولة الإمارات في مصاف الدول وأكثرها نهوضًا في المجالات التكنولوجية والصناعية والاقتصادية.
اقتصاد دولة الإمارات احتل في عهد الشيخ خليفة، مراتب متقدمة في مؤشرات التنافية والتصنيف العالمية.
ونقلت القيادة الحكيمة للراحل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، وإتباعه نهج والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان دولة الإمارات إلى مرحلة التمكين، حتى بات العزيز الراحل يُطلق عليه "رجل التمكين"، تقديرًا لدوره الكبير في هذا الإطار.
هذه القيادة الحكيمة قادت دولة الإمارات لأن تتبوأ مواقع اقتصادية متفردة، بينها صدارة مؤشرات التنافسية المقياس المعياري لتقدم الأمم، كما أنّها أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية تحقق ذلك الإنجاز الضخم رغم صغر مساحتها وعدد سكانها.
الشيخ خليفة كان قد أطلق عقب توليه الحكم، خطة استراتيجية لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان تحقيق الرخاء للمواطنين، وقد كان ذلك انطلاقًا من الأرضية الصلبة التي كان قد شيدها المغفور له الشيخ زايد بجعل الإمارات منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.
بشكل أكثر تفصيلًا، أشرف الشيخ خليفة على تطوير قطاعي النفط والغاز والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد.
حقبة الراحل الشيخ خليفة بن زايد شهدت قفزات كبيرة في حجم الاقتصاد الإماراتي من نحو 147 مليار دولار في عام 2004 إلى 422 مليارًا في الوقت الحالي، وتشير أيضًا إحصاءات إماراتية إلى أنّ نصيب الفرد من الناتج المحلي 43 ألف دولار في 2021 مقابل 39 ألف دولار عام 2004 عند توليه الحكم، في ظل الارتفاع الذي شهده عدد سكان البلاد خلال الثماني عشر سنة الماضية من 4 ملايين إلى قرابة 10 ملايين نسمة.
وقد احتل الاقتصاد الإماراتي المرتبة الـ30 على مستوى العالم حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة دولار 449.13 مليار لعام 2021، حيث تمتلك الإمارات أكثر اقتصادى منفتح على مستوى العالم، وذلك بفضل مركزها الاستراتيجي بالإضافة إلى امتلاكها مناطق حرة تتناسب مع جميع الاستثمارات، مما يجعل الاقتصاد في حالة نمو مستمر و يصبح ترتيب اقتصاد الإمارات عالميا.
خلال حقبة الشيخ خليفة، حاز الاقتصاد على دعم كبير من خلال صادرات النفط التي تزيد عن 30% من إجمالي إيرادات الناتج المحلي لدولة الإمارات، علمًا بأن الدولة في الوقت نفسه تعتبر من أكبر الأسواق استهلاكًا للطاقة.
كما أن السنوات الماضية شهدت اهتمامًا كبيرًا من قِبل الدولة في الاهتمام بتسريع الاحتياطيات الهيدروكربونية، ووضع خطط تهدف إلى تطوير مصادر بديلة للطاقة.
اقتصاديًّا أيضًا، شهدت حقبة الشيخ خليفة العمل على تنويع الاقتصاد من خلال إنشاء برامج حديثة تعتمد على الكثير من المنتجات بالإضافة للنفط.
كما سعت الدولة كذلك لاستخدام التكنولوجيا في جميع نواحي الحياة بهدف توسيع الاقتصاد وجذب الاستثمار، بالإضافة لسعى الدولة الدائم على تحسين وتطوير الكثير من القطاعات مثل زيادة مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الألمنيوم والسياحة والطيران وتجارة إعادة التصدير والاتصالات والتقنيات الحديثة التكنولوجيا.