خروقات الحوثي تشوه تطلع جروندبرج نحو تمديد الهدنة الأممية
كما كان متوقعًا، تبذل الأمم المتحدة محاولات لتمديد الهدنة المعلنة منذ مطلع أبريل الماضي ويفترض أن تنتهي في آخر مايو الجاري، وسط تحذيرات من مكاسب تحققها المليشيات الحوثية من جرّاء ذلك.
المبعوث الأممي لليمن هانز جروندبرج قال إن الثقة بين أطراف الصراع في اليمن تتطلب عملا أمميا دؤوبا، كاشفا عن جهود لتمديد الهدنة عبر التواصل مع جميع الأطراف، وناشد - خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء - دعم مجلس الأمن الدولي لجهود تمديد الهدنة في اليمن.
أضاف المبعوث الأممي أنّ على جميع الأطراف تقديم تنازلات لتمديد الهدنة، مؤكدا أنها قابلة للتمديد إذا وافق جميع الأطراف.
ولفت إلى مناقشة مسألة تمديد الهدنة مع مختلف الأطراف، ومواصلة السعي لبدء عملية سياسية تفضي لحل نهائي في اليمن، مثمنا جهود السعودية في اليمن.
حرص الأمم المتحدة على إتمام الهدنة الإنسانية وتمديدها لفترة جديدة، أمرٌ دائمًا ما يكون محل ترحيب من قِبل الكثير من الأطراف، إلا أنّ هذه الجهود يجب أن تكون مشمولة بإجراءات عملية لا تُفرغ الهدنة عن مضمونها.
فالمليشيات الحوثية الإرهابية ارتكبت جرائم إرهابية مثّلت خرقًا مباشرًا بالهدنة الإنسانية، ونفّذت عمليات تحشيد مستمرة ودفعت بعناصرها إلى الجبهات لتعزيز حضورها الميداني.
فيوم الأحد، تم الكشف عن ارتكاب مليشيا الحوثي 71 خرقًا للهدنة الأممية في مختلف الجبهات، بين تعز ومأرب وحجة وصعدة والجوف امتدادًا إلى الجنوب وتحديدًا في محافظة الضالع.
وتستخدم المليشيات الحوثية في خروقاتها صواريخ كاتيوشا ومدفعية، كما تنفذ عمليات تسلل متواصلة، فضلًا عن استهداف متواصل لمنازل المدنيين.
الجنوب نفسه لا يمكن إخراجه من المعادلة بأي حالٍ من الأحوال، فمنذ إعلان الهدنة في مطلع أبريل ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الخروقات في محافظة الضالع، أحدثها كان الطائرة المسيرة التي دفعت بها إلى قطاع باب غلق أمس الاثنين.
نجاح الهدنة الأممية يبقى أمرًا مشروطًا بأن يشهد الجنوب استقرارًا كاملًا بما يفرض حتمية وقف الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية والتي تمثل محاولة استفزازية للجنوب لاستهداف أراضيه واستنزاف قواته المسلحة.