الحوثيون في الحديدة .. الهزائم مستمرة | رأي المشهد العربي
لا تزال هزائم ميليشيات الحوثي المنقلبة على الشرعية في اليمن مستمرة على يد قوات دعم الشرعية، المدعومة من التحالف العربي، حيث كشفت معركة الحديدة الدائرة عن إنهيار وضعف الميليشيا الانقلابية على أكثر من جبهة.
ولقي عدد كبير من عناصر ميليشيات الحوثي الموالية لإيران مصرعهم خلال مواجهات مع القوات المشتركة ، وسط خسائر كبيرة ومتسارعة في صفوفهم بعد انهيار تحصيناتهم الدفاعية الرئيسية التي كانت تعول عليها في الساحل الغربي لليمن.
اعتراف حوثي بالارتباك
واعترف زعيم الميليشيات الإرهابية، عبد الملك الحوثي بحدوث اختراق في جبهة الحديدة، كاشفا عن حالة من الارتباك والهلع في صفوف مسلحيه، أمام التقدم العسكري للتحالف والمقاومة، مشيرا إلى أن ذلك كان سببا في الخسائر التي مني بها.
وناشد زعيم الميليشيات الموالية لإيران، في خطاب متلفز، عناصره عدم الفرار من الجبهات، التي تشهد حالة انهيار في صفوف المليشيا وخسائر فادحة.
ودخلت معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها مرحلة جديدة بعد الانتصارات الكبيرة، التي تحققت وتم خلالها تحطيم دفاعات ميليشيات الحوثي وتحرير معظم مناطق مديريتي التحيتا والدريهمي.
اختلالات أمنية
وكشفت وثيقة جديدة عن حالة الفوضى الناتجة عن اختلالات أمنية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ما أدى إلى انتشار أعمال تهريب للسجناء وسرقات متكررة.
وأشارت الوثيقة، التي حصل عليها" المشهد العربي"، إلى تدخلات لجان الإشراف الحوثية الموازية للمؤسسات اليمنية الشرعية في محافظة ذمار وسط البلاد، التي وصلت إلى أقسام الشرطة والتدخل في قضايا الأراضي والتحكيم فيها.
وأظهرت الوثيقة، الصادرة من مكتب محافظ ذمار بتاريخ الخميس 28 يونيو/حزيران، دليلا واضحا ضد مليشيا الانقلاب وتورطها في تهريب سجناء، لا سيما سجناء السجن المركزي، وهو ما جاء على رأس قائمة الاختلالات الأمنية، واعترفت به المليشيا صراحة.
الوثيقة تبين توجيه المدعو محمد حسين المقدشي، المعين من قبل الحوثيين محافظاً لذمار، إلى مدير أمن المحافظة، وتفند عدداً من الاختلالات الأمنية، من بينها هروب السجناء من سجون أقسام الشرطة والبحث الجنائي والسجن المركزي وسرقة دراجات نارية ونهب السيارات من وسط المدينة.
وأوضحت تكرار سرقة المحلات التجارية مثل محلات الصنعاني والوهيبي داخل المدينة، وظاهرة إطلاق النار في الأعراس وغيرها، وإطلاق النار على بعض المنازل والمحلات التجارية.
ووفقا للوثيقة فإن أسباب وجود الاختلالات الأمنية في النقاط الأمنية هي تجنيد أشخاص ونصبهم في النقاط دون أي دراية أو علاقة لهم بالجانب الأمني وبتكليف من الجهات الأمنية الحوثية.
وتجتاح مناطق سيطرة الانقلابيين فوضى عارمة، لا سيما خلال الأيام الأخيرة، بعد تصعيد قوات دعم الشرعية العمليات العسكرية، للحد من تهديدات المليشيا على الشريط الساحلي الغربي، والانطلاق صوب تحرير ميناء الحديدة، ما جعل قيادات المليشيا تدفع بكل ثقلها البشري، ما أدى إلى خروج الوضع الأمني عن نطاق السيطرة في المناطق الأخرى.
هزائم مستمرة
وتمكنت القوات المشتركة المسنودة من التحالف العربي، مساء الجمعة الماضية، من إسقاط طائرة استطلاع حوثية جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن .
وأعلن الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة أن قواته أسقطت ثالث طائرة استطلاع حوثية تحمل متفجرات في منطقة الدريهمي جنوبي الحديدة، مشيرًا إلى أن الطائرة بتقنيات رديئة وتحمل متفجرات.
وأضاف أنه تم تعقب الطائرة واستهدافها من قبل القوات، حيث سقطت في منطقة خالية بمديرية الدريهمي، لافتًا إلى أنها تفجرت لحظة ارتطامها بالأرض.
وهذه ثالث طائرة استطلاع مسيرة حوثية تسقطها القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي، حيث كانت أولاها في منطقة الجاح والأخرى أُسقطت في منطقة حيس جنوبي الحديدة.
قـتلـى
إلى ذلك قتل نجل نائب وزير العدل في حكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها دوليا، فجر السبت، في معارك مع القوات اليمنية المشتركة بالساحل الغربي للبلاد.
واعترف نشطاء في المليشيا الانقلابية بمقتل إسماعيل الحوثي، وذلك ببث برقيات التعازي لوالده.
وجاء الكشف عن مقتل القيادي إسماعيل الحوثي، بعد ساعات من الإعلان عن مقتل قياديين بارزين، هما المسؤول الأمني للانقلابيين في مديريات جنوبي الحديدة، المدعو أبو عماد حنيشة، ومسؤول تسليح المليشيا في الساحل الغربي، مازن عبدالله الحاضري.
كما كشفت مصادر عسكرية، عن أن مسؤول تسليح مليشيا الحوثية الإرهابية في الساحل الغربي، قُتل في معارك مع القوات المشتركة، جنوبي الحديدة.
وذكرت نفس المصادر، أن القيادي الحوثي المدعو مازن عبدالله الحاضري، مسؤول تسليح المليشيا الانقلابية، قتل ومعه عدد من عناصر المليشيا خلال المعارك التي تدور جنوبي الحديدة.
وميدانياً أعلن التحالف العربي، السبت، عن إحباط محاولة هجوم بحري لميليشيات الحوثي الإيرانية باستخدام زوارق صيد مدنية في عرض البحر الأحمر.
وقال التحالف العربي إنه صادر القوارب المعادية، التي كانت تخطط للهجوم على قوات التحالف، وعلى متنها رشاش ثقيل وعدد من صواريخ "آر بي جي" والصواريخ المحمولة.
وتأتي هذه الحادثة عقب سيطرة قوات الجيش وبإسناد من التحالف العربي على ميناء حبل الواقع بالقرب من مديرية عبس شمالي محافظة حجة، إذ يحاول المتمردون الحوثيون وقف تقدم القوات المشتركة.
وفي تطور آخر، أعلن التحالف العربي عن منح تصريح لسفينة تحمل المشتقات النفطية في للدخول إلى ميناء الحديدة، في إطار الدعم الإنساني للمدنيين في المدينة.
وتواجه دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تحديات كبيرة في المعركة الإنسانية التي عمق الانقلابيون وضعها الكارثي.
وتخوض فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي معركة إنسانية كبيرة في مختلف المناطق المحررة، جعلتها من أهم الهيئات الدولية الفاعلة على الأرض، التي ساعدت في انتشال الوضع الكارثي والإنساني، سيما مناطق محافظة الحديدة التي تضربها المجاعة.
تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا بالوضع الإنساني الصعب في اليمن، وأسهمت خلال الفترة من أبريل 2015 إلى أواخر نهاية الشهر المنصرم لعام 2018، بما يزيد على 3.77 مليار دولار أمريكي، في مشاريع استهدفت الصحة والتعليم والأمن والمرافق العامة والبنية التحتية والإعمار.
وقد أسهمت في رفع المعاناة عن 13.8 مليون يمني، منهم 5.3 ملايين طفل، إضافة إلى تقديم الإمارات 500 مليون دولار لدعم خطط الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2018، ودعمت في مبلغ إضافي يقدر بـ70 مليون دولار في إعادة تأهيل الموانئ والمطارات.
وتمتلك مليشيا الحوثي، سجلاً أسود في نهب المواد الإغاثية وعرقلة الأعمال الإنسانية التي تقوم بها المنظمات الدولية، إلى جانب محاولات ابتزازها باختطاف موظفيها، بهدف حرف مسار المساعدات عن المستفيدين إلى عناصرها في جبهات القتال.
وشهدت مدينة الحديدة، غربي اليمن، أمس أحدث حلقات المسلسل الحوثي في عرقلة الأعمال الإنسانية، وذلك باقتحام مخازن برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، والذي يحتوي على عشرات الأطنان من المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية للمتضررين من الحرب.
وقالت مصادر إن مليشيا الحوثي اختطفت 3 من موظفي برنامج الغذاء العالمي قبل الإفراج عنهم، مساء الجمعة، بعد ضغوط دولية، ولكن بعد أن قامت بنهب كامل لمخازن المنظمة الأممية الواقعة في منطقة "كيلو 7" بمدينة الحديدة.
وتتعمد مليشيا الحوثي ابتزاز المنظمات الدولية باختطاف وترهيب موظفيها، ونادراً ما قامت تلك المنظمات بإدانة التصرفات الحوثية، خوفاً من بطش الانقلابيين بموظفيها، خصوصاً أن مقراتها الرئيسية ما زالت في العاصمة صنعاء الخاضعة للمليشيا.
وتتخذ مليشيا الحوثي من ميناء الحديدة مركز قوة لإعاقة مسار المساعدات الإنسانية وابتزاز المنظمات الدولية، كما منعت خلال السنوات الماضية، عدداً من القوافل بالتوجه إلى مدينة تعز المحاصرة.
وأدخل الانقلاب الحوثي أكثر من 17 مليون يمني تحت خط الفقر، فيما أصبح 7 ملايين نسمة على شفا مجاعة، وفقاً للإحصائيات الدولية.
بدورها أعربت الحكومة عن القلق البالغ مما ترتكبه ميليشيا الحوثي من ممارسات وانتهاكات خطيرة وغير مسؤولة تجاه الحديدة وأهلها، مؤكدة أن طريق الحل السياسي يبدأ بالانسحاب الحوثي غير المشروط من الحديدة وتجنيب المدنيين عبث الميليشيا وسلاحهم.
وقالت إن "القوات المشتركة تهدف من تحركها لتحرير الحديدة إلى تجنيب المدينة وسكانها من أي مكروه"، إضافة إلى الحفاظ على البنية الإغاثية الأساسية للمدينة والميناء ..
** رأي المشهد العربي - خاص بموقع المشهد العربي