فك الارتباط.. واستعادة الدولة
رأي المشهد العربي
كان مشهدا ملحميا ذلك الذي بدا عليه الجنوب في كل أرجائه اليوم السبت، إذ خرج جموع الشعب عن بكرة أبيه، حاملا راية الجنوب خفاقة في الذكرى الـ28 لإعلان فك الارتباط.
مشهد الجنوب اليوم كان رسالة لكل من يهمه الأمر، مفادها أن الشعب حدد مصيره واتخذ قراره، طالبا وسعيا لاستعادة دولته ومتحركا من أجلها، ومدافعا عن أمنها، ومضحيا من أجل بقائها.
كان الشعب الجنوبي عند حسن الظن به، فخروجه المهيب بمثابة حاضنة شعبية جديدة للقيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الذي يتحرك بصمود وشموخ وحنكة مدعوما بجدار شعبي متين يصد كل المؤامرات التي تحاك ضد الجنوب وقضية شعبه العادلة.
28 عاما مرّت على إعلان فك الارتباط، مشهدٌ يظل عالقا في وجدان الجنوبيين ومحركا لقيادتهم السياسية، نبراسا نحو استعادة الدولة، ذلك الحلم الذي يداعب الجنوبيين ويتمسكون به حتى يرى النور يوما ما.
تمسك الجنوبيين باستعادة دولتهم هو حائط الصد الذي تتحطم أمامه أي مساعٍ لاستهداف قضية الشعب ومحاولة تهميشها، وهو أحد الأهداف المُدرجة في إطار الحرب الشاملة التي يتعرض لها الجنوب على صعيد واسع.
هذه الأجواء الشعبية الاحتفالية الكرنفالية سيحولها المجلس الانتقالي إلى واقع سياسي يخدم مسار قضية شعب الجنوب، وذلك من خلال نقل تلك التطلعات الجنوبية إلى المحيطين الإقليمي والدولي، بما يساهم في إدراج قضية شعب الجنوب على طاولة الحل السياسي الشامل، بما يتضمن استعادة الدولة وفك الارتباط، وهي غاية لن يتنازل عنها الجنوبيون أبدا.