الوحدة المشؤومة.. جسر الإرهاب الذي شيده المحتل بدماء الجنوبيين
32 عامًا مرت على ذلك اليوم الذي أعلنت فيه الوحدة المشؤومة، تلك الوحدة التي ولدت ميتة وصعد من خلالها الاحتلال اليمني على أنقاض الجنوب، بعدما استغلها العدو سلاحًا من أجل النيل من الجنوب وأمنه واستقراره ومصادرة ثرواته.
انخراط الجنوب نحو الوحدة كان بدافع الوطنية لكن العدو استغلها في الاعتداء على الجنوبيين وسفك دمائهم وإزهاق أرواحهم، عبر أعمال إجرامية بدأت بفتاوى استباحت قتل الجنوبيين على يد من يُطلق عليهم المشايخ الذين يتبعون تنظيم الإخوان الإرهابي.
مطامع قوى العدوان ظهرت جلية منذ إعلان تلك الوحدة، فبدأت جرائم السطو على المؤسسات وتجريف الوطن من ثرواته، وهو عدوان لا يزال يدفع الجنوب ثمنه حتى الآن عبر استمرار الاحتلال اليمني الذي يبث سمومه الحادة ضد الجنوب على مدار الوقت.
يدفع الجنوب ثمن ذلك العدوان من خلال مواصلة تجريف ثرواته واستنزافها وتهميش مواطنيه وحرمانهم من أدنى حقوقهم، مرورًا بزراعة تنظيمات إرهابية في أرجاء الجنوب يعتبر شغلها الشاغل هو العمل على تفكيك قوة الجنوب على الأرض وسفك دماء مواطنيه، فظلّت تلك الوحدة الدموية عنوانا لقمع الجنوبيين وسفكهم عبر جرائم تعذيب يذهب مرتكبوها ويروحون بينما لا يزال العدوان مستمرًا.
قوى العدوان اليمنية بدأت حربها بمكر وخبث شديدين، وذلك من خلال الإجهاز على قدرات القوات المسلحة الجنوبية وذلك بغرض تفكيكها عبر عمليات تفكيك واغتيالات وتسريح، رمت جميعها إلى إتاحة بيئة خصبة تتيح لهم ارتكاب جرائمهم الغادرة.
ذكرى الوحدة المشؤومة التي تحل اليوم الأحد، يستذكرها الجنوبيون بالكثير من الأسى على من فقدوا أرواحهم وشردوا من أراضيهم وفقدوا استقرارهم جرّاء ذلك العدوان الخبيث على يد محتل حول الشراكة إلى مسرح للقتل والعدوان.
تلك الوحدة المشؤومة أيضًا كان العدو يستهدف من ورائها تدمير تاريخ دولة الجنوب وضرب هويتها وثقافة شعبها، لكن تلك الوحدة قد ماتت تماما في صيف 1994 عندما بدأ المحتل تنفيذ جريمته العدوانية النكراء، وهناك دُفنت ماتُسمى الوحدة قبل أن يُدفن أول شهيد جنوبي يرتقي في تلك الحرب.