عدوان متواصل.. وجنوب عصي على الانكسار

الاثنين 23 مايو 2022 18:02:00
testus -US

رأي المشهد العربي

استمرت الحرب العالمية الأولى من 1914 إلى 1918، وظلّت الحرب العالمية الثانية بين 1939 إلى 1945.. لكن أي حرب تلك التي يتعرض لها الجنوب منذ تسعينات القرن الماضي ولا تزال مستعرة، فيما يعمض العالم عينيه عمدا، تاركا شعبا يموت وأجيالًا تُولد وتنهض وربما تموت أو تقتل وهي تحت أنقاض العدوان.

منذ تسعينات القرن الماضي، يعيش الجنوب تحت وطأة حرب قاسية ومستمرة تتنوع صنوف اعتداءاتها، تخفت تارة وتنشط أحيانا كثيرة، تُستخدم فيها أبشع صنوف الطغيان والعدوان من قبل الاحتلال اليمني، الذي استهل حربه الغاشمة في صيف 1994، بسط من خلاله احتلاله للجنوب، ثم أكمل طوال قرابة 30 عاما حلقات طويلة من تلك الحرب الدامية.

ما يتعرض له الجنوب ربما يندرج في إطار كونه إحدى أطول الحروب في التاريخ الحديث، حرب خلّفت واقعا داميا راح ضحيتها عدد هائل من الضحايا بين شهيد وجريح ومُشرد ومطارد ومفصول وفي أقل تقدير مدمر نفسيا من جرّاء حجم الأعباء التي عانى منها الجنوب في العقود الثلاثة الأخيرة.

الحرب البشعة التي يتعرض لها الجنوب والتي تتنوع بين اعتداءات دامية واستنزاف متعمد للثروات ومن ثم صناعة مخيفة للأعباء، جعلت الشعب الجنوبي من أكثر شعوبا الأرض اضطهادا في السنوات الأخيرة، وهو اضطهاد يُعرف مرتكبيه جيدا، لكن العالم يصر على إغماض عينيه، تاركا الحقيقة المؤلمة تطويها سطور الإرهاب وتقسو عليها وحشية مطامع الاحتلال.

لكن جنوب اليوم ليس كما جنوب الأمس، ولعلّ الرسالة تكون قد وصلت يومي السبت والأحد، فالأول كان ذكرى إعلان فك الارتباط، وهو حدث جنوبي جلل أحياه الجنوبيون كما يجب أن يكون، اصطفوا في ميادين طويلة واحتشدوا في مشاهد العزة والكرامة، مدافعين عن وطنهم عازمين على استعادة دولتهم.

في المقابل، فيما حلّت ذكرى الوحدة المشؤومة أمس الأحد، فقد لفظها الشعب الجنوبي ليؤكد من جديد أنها صارت جزءًا من الماضي ولا وجود لها، مهما حاولت قوى الاحتلال الإدعاء بوجودها، تلك القوى التي نسخت في خيالها سيناريو سعت لترويجه بأن محافظات الجنوب ستحيي ذكرى تلك «المشؤومة» لكن الجنوب صفع تلك القوى صفعة مدوية.

هذا الواقع يرسخ أنّ الجنوب لن يرفع الراية البيضاء مطلقًا ولن يستسلم أمام قوى الاحتلال الساعية لتهديد أمن الوطن ومواصلة سلبه ونهبه ومصادرته، فيما الراية التي ستظل خفاقة على سارية الجنوب هي راية الانتصار.