إغاثة قطاع الصحة.. شبوة تشهد على إنسانية الإمارات
مع كل عمل إغاثي وإنساني، يوجه الجنوبيون عبارات الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على حجم المساعدات الإنسانية التي تقدمها على الأرض، والتي تعكس حجم السياسات الإنسانية التي تتحلى بها الدولة من جانب، وكذا حجم التقارب والتناغم مع الجنوب.
ففي أحدث الجهود الإغاثية، موّلت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية أعمال إعادة تشغيل وتأهيل مستشفى شبوة العام التي تعتبر أكبر مستشفيات المحافظة، حيث تم تدشين افتتاح المرحلة الأولى، وذلك ضمن مشروعات صحية بمدينة عتق بتمويل سخي من دولة الإمارات.
فيما يضم مستشفى شبوة العام 350 سريرا طبيًّا، فقد شملت أعمال التطوير وإعادة التأهيل تجهيز 100 سرير بجميع التخصصات الطبية المختلفة في المرحلة الأولى، فيما سيتم تجهيز 250 سريرًا في المرحلة الثانية.
تأتي هذا الأعمال تنفيذا لاتفاقية وُقعت في أبريل الماضي، مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لتجهيز وتشغيل وإدارة هيئة مستشفى شبوة العام في عاصمة المحافظة عتق.
يُضاف هذا الجهد الجهيد من قِبل دولة الإمارات إلى حرصها الشديد على تحسين الأوضاع الإنسانية، وذلك بعدما عانت محافظة شبوة على مدار فترات طويلة من سياسة إعمال متعمدة غرستها سلطة المحافظ الإخواني السابق محمد صالح بن عديو، الذي عمل على صناعة فوضى خدمية ومعيشية في كل أرجاء محافظة شبوة.
وانتعشت آمال مواطني شبوة في أن يكون إزاحة الإخواني بن عديو كلمة النهاية لحقبته السوداوية التي امتلأت بالأعباء، وسط جهود متواصلة تعمل دولة الإمارات على بذلها سعيا للتخفيف عن كاهل المواطنين الذين ذاقوا مرارة الإهمال الإخواني المتعمد.
ومن منطلق رغبة وحرص إماراتي على منح المواطنين فرصة لحياة آمنة خالية من الأعباء والانتكاسات، ركزت دولة الإمارات كثيرًا على دعم المنظومة الصحية التي أغرقتها المليشيات الإخوانية في بركة التهالك، لتُكمل السيناريو القاتم والأوضاع الكارثية التي خلّفتها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.
وقد حظيت المساعدات الإماراتية في قطاع الصحة تحديدا على إشادة كبيرة من منظمة الصحة العالمية التي أثنت على حجم الجهود التي تبذلها أبو ظبي في إطار حرصها على تحسين المنظومة الصحية في مختلف الدول حول العالم.
الجنوب نال قدرًا وافرًا من أعمال الخير الإماراتية على مختلف الأصعدة، وذلك بدءا من دعم عسكري لمساندة القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة المليشيات الحوثية ودحرها من الجنوب، بما فتح الباب أمام إعادة اعمار المرافق الحكومية والتعليمية والشرطوية وتأسيس الأجهزة الأمنية التي تعمل على استئصال الإرهاب وخطره وشره.
وركزت دولة الإمارات على الأعمال الإغاثية بشكل كبير، بينها ما جرى مؤخرًا من توقيع عقود عشرة مشروعات لتطوير قطاع المياه والصرف الصحي بدعم وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتستهدف المشروعات، تطوير وتحسين مصادر إنتاج المياه في الحقول، وتحديث شبكات التوزيع الناقلة، وتأهيل شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة. وتشمل المشاريع، تأهيل محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي الحسوة، وإنشاء خط ناقل للمياه من محطة إعادة الضخ في البرزخ بخورمكسر إلى خزان التوزيع في باب عدن.
وشملت المشروعات أيضًا إنشاء خط تموين ناقل لمديرية صيرة بطول ألفي متر، وتوريد محولات كهربائية لمنظومات الطاقة في الحقول، ومضخات الصرف الصحي بعدد 28 مضخة، و30 مضخة غاطسة للآبار مع ملاحقاتها كاملة، وكذا توريد حفار بعمق 6 متر، وغرافتي بوب كات صغيرة، ومضخات شفط متحركة لمياه الأمطار، إضافة إلى توريد قطع غيار ذات الاستخدام الدائم.