المجتمع الدولي يضغط على المليشيات الحوثية بأرقام المأساة الفظيعة
اختار المجتمع الدولي، توثيق تردي الأوضاع الإنسانية، سلاحًا في محاولة الضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية، في ظل الخروقات التي تواصل ارتكابها على مدار الوقت تجاه الهدنة الأممية ومساعيها المستمرة لإفشالها.
بشكل ملحوظ، زادت وتيرة التحذيرات الأممية والمنظمات الدولية من تردي الأوضاع الإنسانية، إذ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن 20 مليون شخص أصبحوا يعيشون في فقر مدقع، جراء تداعيات الصراع المستمر منذ سنوات.
وقال المرصد إنّ اليمن يشهد انهيارًا اقتصاديًّا شاملًا بفعل النزاع المستمر، إذ انخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد بنحو 50% مما كان عليه قبل اندلاع النزاع، وبات يعيش اثنان من كل ثلاثة أشخاص في فقر مدقع.
وأضاف أن الحرب تسببت بإضعاف السكان على مختلف المستويات، إذ أصبح نحو 23.4 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وأجبرت نحو 4.3 مليون على النزوح داخليًّا حتى شهر مارس 2022.
وبحسب المصدر نفسه، يعيش نحو 40% من النازحين في مواقع نزوح غير رسمية، ولا يحصلون على الخدمات الأساسية بشكل كافٍ، وفي كثير من الأحيان تكون تلك الخدمات غير موجودة.
وتوقع المرصد أن ينحدر 1.6 مليون شخص إلى مستويات طارئة من الجوع، ليرتفع المجموع إلى 7.3 مليون شخص بحلول نهاية عام 2022.
وأشار إلى مخاوف من ارتفاع الأعداد بسبب تراجع التمويل الدولي للعمليات الإنسانية، إذ لم ينجح مؤتمر المانحين في 16 مارس الماضي سوى بجمع تعهدات بنحو 1.3 مليار دولار من أصل 4.3 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية.
على صعيد التحذيرات العالمية أيضًا، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، بنزوح أكثر من 5700 أسرة جراء الصراع، منذ مطلع العام الجاري 2022.
وقالت المنظمة، عبر حسابها على موقع «تويتر»، إنّ مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها رصدت أكثر من 5700 أسرة نزحت مرة واحدة على الأقل حتى الآن في 2022.
وأضافت المنظمة الأممية أن النازحين ليس لديهم خيار سوى بدء حياتهم من جديد، وتابعت: "في شهر مارس، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 100 أسرة على الانتقال والاستقرار في مخيم الثومان في مأرب".
0
تزايد وتيرة التحذيرات الدولية من تردي الأوضاع الإنسانية يراه بعض المحللين سلاح ضغط يُشهره المجتمع الدولي في وجه المليشيات الحوثية بعدما تسببت الخروقات المتواصلة للهدنة الأممية المعلنة منذ مطلع أبريل الماضي ويتبقى أمامها نحو أسبوع، وسط معلومات تتحدث عن إمكانية تمديدها.
وارتكبت المليشيات الحوثية مئات الخروقات للهدنة وهو ما عرقل إمكانية التوجه نحو تثبيت حل سياسي شامل، وسط انتقادات عديدة موجهة إلى المجتمع الدولي بشأن عدم ممارسة ضغط جاد وحقيقي ومؤثر على المليشيات الحوثية الإرهابية.