المليشيات تخرق وتتشرط.. العربدة الحوثية تطيح بالهدنة الأممية

الأربعاء 25 مايو 2022 00:59:37
testus -US

لم يعد من يأمن العقاب يسوأ فقط الأدب، لكنه يتمادى في خروقاته واعتداءاته وانتهاكاته التي تطيل أمد الحرب وتضفي الكثير من الأعباء على ملايين السكان الذي ضاقت بهم السبل.

وفي الوقت الذي زاد فيه حجم الغضب من الخروقات الحوثية التي أفشلت الهدنة الأممية على الأقل حتى الآن، تمادت المليشيات في غيها وخروقاتها وذلك عبر وضع شروط لتمديد الهدنة، في سياسة غير مستغربة وتكشف مدى إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران، ورهانه على عامل الوقت.

بشكل مباشر، طلبت المليشيات الحوثية الحصول على المزيد مما أسمتها "تسهيلات" لتنقلاتها، وذلك في إعلان واضح وصريح من المليشيات حول مساعيها لتحقيق أكبر مصالح واستفادة من الهدنة، في وقتٍ لا تبدي فيه أي التزام وذلك في ظل إصرارها على ارتكاب خروقات على جبهات عديدة.

ويبدو أنّ المليشيات الحوثية تريد تفادي تشكيل مزيد من الضغوط عليها قبل الحديث عن تمديد الهدنة الأممية في الفترة المقبلة، كما أنها تحاول تقديم صورة منافية للواقع للإدعاء بأنها ملتزمة ببنود الهدنة وذلك خلافًا للحقيقة.

ومارست المليشيات الحوثية حالة من الهذيان عندما قالت إن "الهدنة الأممية لم تكن مشجعة"، فالتصريح الصادر عن القيادي المدعو مهدي المشاط سعت من ورائه المليشيات أن تستبق أي توجه لتمديد الهدنة لإبعاد حبل الاتهامات عن رقبتها.

الممارسات الحوثية تشير إلى أنّ المرحلة المقبلة لن تشهد حالة الاستقرار المنشودة، بما يعني أنّ أي تمديد للهدنة كما تطمح الأمم المتحدة، قد لا تكون إلا مضيعة للوقت، وذلك بالنظر إلى أنّ المليشيات تتبع تلك الممارسات منذ أن أشعلت حربها العبثية.

الممارسات الحوثية جعلت الهدنة الأممية مهددة بشكل كبير، وفي طريقها إلى الانهيار، بما يقضي على فرص التوصل إلى حل سياسي شامل، في وقت قال فيه المبعوث الأممي هانس جروندبرج، قبل أيام، إنه يجري مشاورات مع جميع الأطراف لتهيئة الأجواء لاستئناف مفاوضات السلام والتوصل إلى تسوية تنهي الحرب.

ودون أن تتخذ الأمم المتحدة إجراءات فعلية تحمي الهدنة، فقد صرّح المبعوث بأنّ الوضع لا يحتمل العودة لوضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي، وقال إنه سيستمر في التحاور مع الأطراف لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في مطلع أبريل الماضي، بدء سريان هدنة عسكرية وإنسانية في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تشمل إيقاف العمليات الهجومية والسماح بدخول 18 سفينة مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة وتسيير 16 رحلة تجارية عبر مطار صنعاء الدولي وفتح الطرقات ومنافذ المدن.

بيد أنّ المليشيات الحوثية الإرهابية لم تتوقف عن ارتكاب الخروقات العسكرية بشكل متواصل، بما قضى على فرص الاستقرار السياسي بشكل كامل.