بعد تصريحات العمادي .. فلسطينيون يهاجمون قطر ويتهمونها بمحاولة “تصفية القضية”
توالت ردود الفعل الفلسطينية، عقب تصريحات صحفية أدلى بها السفير القطري محمد العمادي، والتي تحدث من خلالها عن اتفاق متوقع بين حركة “حماس” وإسرائيل، يقضي بحل الأزمة الإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة مقابل مرونة تقدمها “حماس” في بعض الملفات.
ويرى مراقبون أن قطر تحاول عبر سفيرها العمادي تحقيق مآرب سياسية في القضية الفلسطينية من البوابة الإنسانية والاقتصادية، وتهدف أيضًا إلى كسب الود الأمريكي في ظل العزلة والقطيعة التي تعيشها على المستوى السياسي والدولي، من خلال إنهاء القضية الفلسطينية بأي ثمن كان.
خروج عن السياق
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو :” أن تصريحات العمادي خارجة عن السياق فهو يعتقد نفسه قائد فلسطيني يتحكم بمصير الشعب هذا الموقف معيب له”.
وتابع سويرجو لـ “إرم نيوز” اليوم: “الشعب الفلسطيني مع أي دعم يقدم له لكن دون العبث في الملف السياسي، وكل من يتدخل في الملف السياسي الفلسطيني يعد متآمرًا على الشعب الفلسطيني ولا يخدم إلا العدو”.
وأضاف: “المرجعية الوحيدة في هذا الملف هي حركات التحرير الوطني الفلسطيني وكل من يخرج عنها فهو خارج عن إرادة الشعب وتدخله سافر”.
تمرير الصفقة
من جهته قال المحلل السياسي أكرم النتشة: “أن العمادي يحاول تمرير صفقة القرن في وقت تعثرت فيه الصفقة بعد إصرار الموقف الفلسطيني الرسمي، فهو يمارس الآن دورًا غريبًا بعد أن دعمت بلاده غزة بالمال السياسي، لذا موقفه مرفوض فلسطينيًا جملة وتفصيلًا “.
وأضاف النتشة في حديثه لـ “إرم نيوز”: “تحاول قطر من خلال عقد اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، أن تثبت للإدارة الأميركية بأن لها تأثير في المنطقة، وخاصة بعد العزلة التي عاشتها ومازالت تعيشها، ولكن أنى لقطر أن تثبت نفسها على حساب القضية الفلسطينية التي عبدت بدماء الشهداء”.
وتابع النتشة :” أخشى أن تنساق حركة حماس للعرض القطري المضلل، وخاصة أنه لم يصدر من حركة حماس أي تصريح ينفي أو يؤكد ما ورد على لسان العمادي، وفي اعتقادي أن حماس تقرأ ردود الفعل قبل أن تصرح في هذا السياق، وفي المقابل فإن مصير القضية الفلسطينية ليس مرهونًا بحركة حماس وحدها”.
الفصائل تندد
واستنكرت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، التصريحات التي أطلقها السفير القطري محمد العمادي، معتبرة أنها “تساوق مشين” مع صفقة ترامب التي تهدف إلى “تصفية القضية الفلسطينية”.
وجاء في بيان للفصيل الفلسطيني: “على العمادي ومن يسير في الركب الأمريكي أن يعي جيدًا أن شعبنا الفلسطيني البطل لديه مشروعه الوطني التحرري الذي يسعى خلاله تحرير الأرض وتطهير المقدسات وإنهاء الاحتلال ودحره عن فلسطين” .
وأكدت لجان المقاومة أن “دماء الشعب الفلسطيني أغلى من مشاريع العمادي الذي يريد من خلالها أن يفرض نفسه وصيًا على قطاع غزة أو وسيطًا للمبادرات الدولية فالكرامة الفلسطينية ودماء شعبنا وحقنا التاريخي الراسخ لن نقايضه ولن نبيعه بالمساعدات الإنسانية .