سقوط عشرات الحوثيين في زبيد بغارة للتحالف.. ولغم يقتل 7 نازحين في الحديدة

الثلاثاء 3 يوليو 2018 16:29:46
testus -US


أكدت مصادر عسكرية يمنية أمس، مقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية وقياداتها، في ضربة لطيران تحالف دعم الشرعية، استهدفت مقرا لهم في مدينة زبيد، وسط استمرار قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في عمليات التمشيط في المناطق الشرقية من الساحل الغربي جنوب الحديدة. في غضون ذلك، قتل سبعة نازحين من أسرة واحدة كانوا متجهين إلى مديرية الخوخة المحررة، جراء انفجار لغم زرعته الميليشيات الحوثية بين زبيد والتحيتا في سيارتهم، بحسب ما أكدته مصادر رسمية وشهود محليون.

وجاء مقتل النازحين السبعة، غداة قيام عناصر الميليشيات بقصف عشوائي استهدف الأحياء السكنية شرقي تعز، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وجرح ثلاثة آخرين أغلبهم من الأطفال.

وأفاد سكان محليون ومصادر طبية لـ«الشرق الأوسط»، بأن القصف الحوثي استهدف منزلا في حي الكمب السكني، شرقي تعز، ما تسبب في مقتل المواطن صالح أحمد شملان، والطفلة رهف أحمد عبد الله (5 أعوام)، إضافة إلى إصابة ثلاثة أطفال، وهم الطفلة مارينا عمار علي أحمد (7 أعوام) وشقيقتها ريما عمار (3 أعوام) وأحمد صالح شملان (3 أعوام) نجل القتيل صالح شملان.

وعلق السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر على الجريمة الحوثية الجديدة بحق السكان في تعز، وقال في تغريدة على «تويتر» تابعتها «الشرق الأوسط»: «ميليشيات الحوثي المدعومة والمدربة من إيران تحاصر المدن، تسرق الطفولة ومعها الحياة».

وأكد السفير آل جابر في التغريدة ذاتها، أن الجماعة المدعومة من إيران «لا ترى في اليمن إلا أهدافاً للقتل والتجويع والخوف والإرهاب والتعنت، ولا ترى مستقبلاً لليمن؛ بل تخنق أرواح أطفال المستقبل بالجوع والخوف والقتل».

من جهتها، دعت السلطة المحلية بتعز «المجتمع الإقليمي والدولي وهيئة الأمم المتحدة للوقوف أمام هذه الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات بحق سكان محافظة تعز، والتي تتعارض مع القانون الدولي الإنساني ومبادئ واتفاقيات حقوق الإنسان، والمبادئ العالمية الخاصة بحماية المدنيين أثناء النزاعات».

ودعت سلطات تعز، في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى «ممارسة الضغط الفاعل على الميليشيات لمنع استهداف المدنيين، والالتزام بالمبادئ الإنسانية المعمول بها في النزاعات والحروب، والتي تعتبر استهداف المدنيين جريمة حرب».

كما دعت «الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيقات عاجلة في جرائم استهداف المدنيين وقصف المناطق المأهولة بالسكان، كأقل إجراء يضمن حقوق الضحايا، ويقدم مظلوميتهم إلى العالم الحر، لإنصافهم ومساعدتهم في استرداد حقوقهم المنتهكة».

وقالت إن الجرائم التي دأبت عليها الميليشيات الانقلابية منذ بدء الحرب تستهدف المدنيين العزل والسكان الآمنين في مدينة تعز.

في غضون ذلك، أكد الجيش اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة، أن الميليشيات الحوثية لجأت إلى تجنيد ذوي الاحتياجات الخاصة، للقتال في صفوفها بالقوة.

وبث المركز الإعلامي للقوات المسلحة مقطعا مصورا، يظهر فيه أحد المعاقين الذين أجبرتهم الجماعة على القتال معها رغم إصابته بضمور في الأعصاب، وذلك قبل أن يقع في الأسر قبل أيام مع عدد من عناصر الميليشيات، في جبهة مديريتي ميدي وحيران شمال غربي محافظة حجة.

وكانت قوات الجيش قد أسرت 12 حوثيا، بينهم قيادي بارز يوم الجمعة الماضي، أثناء تقدمها في وادي حيران، ويدعى وضاح أحمد حسين دهمان، ويُعد المسؤول الثقافي في جبهة ميدي – حيران، ومدير مكتب القيادي الحوثي البارز أحمد المدومي، المسؤول الثقافي بمديرية كحلان عفار بمحافظة حجة.

وفي الجوف (شمالا)، شهدت جبهة حام بمديرية المتون، غربا، معارك عنيفة سقط على أثرها عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين. وطبقا لمصادر عسكرية، احتدمت المعارك منذ وقت متأخر من مساء الأحد، عقب محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في جبهة حام الأسفل بالمتون، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 انقلابيا وإصابة آخرين، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية التابعة للميليشيات.

وفي جبهة الساحل الغربي، ذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أمس، أن عشرات القتلى والجرحى الحوثيين بينهم قيادات ميدانية، سقطوا أمس جراء ضربة مباغتة لطيران تحالف دعم الشرعية، استهدفت اجتماعا لهم في أحد المقرات التابعة لهم بمدينة زبيد جنوب الحديدة.

ويقع المقر المستهدف جوار مسجد الخير وسط مركز المديرية، بحسب شهود أفادوا بأن الجماعة استنفرت عناصرها عقب الضربة الجوية، وأطلقت النار لمنع السكان من الاقتراب من محيط المقر الأمني، حيث يرجح أن عددا من القيادات قتلوا مع مرافقيهم، قبل أن تنقلهم الجماعة إلى مستشفيات مدينة الحديدة.

وعلى صعيد العمليات العسكرية لقوات الجيش والمقاومة في المناطق الشرقية للشريط الساحلي جنوب الحديدة، كثفت القوات أمس عمليات التمشيط في مناطق التحيتا وزبيد والدريهمي. وأكد الموقع الرسمي للجيش أن القوات «باتت تقترب من مركز التحيتا وسط تقدمها الميداني على مشارف زبيد، كما أنها تعمل بالتوازي على نزع كميات هائلة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات في حقول عشوائية».

وكانت مصادر عسكرية، قد أفادت في وقت سابق، بأن القيادي الحوثي البارز، عبد الله عباس جحاف، قتل مع عدد من مرافقيه، جراء ضربة جوية استهدفته في منطقة العبيسة، بمديرية كشر، التابعة لمحافظة حجة.

إلى، ذلك، أفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية، أقدمت على قطع الطرق الرئيسة بين الحديدة وزبيد والتحيتا، بالحواجز الترابية والخنادق، وقامت بزرع كميات كبيرة من حقول الألغام، في سياق هلعها من اقتراب قوات الجيش والمقاومة من مشارف مدينة زبيد.

وزعمت الجماعة الحوثية، في بيان لها، أن مدينة الحديدة باتت آمنة، داعية السكان النازحين إلى العودة إليها في سياق إصرارها على تحويلهم إلى دروع بشرية.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الجماعة الموالية لإيران حشد مزيد من المقاتلين إلى صفوفها، من صنعاء وعمران والمحويت وإب وذمار، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجود خطوات قادمة ومفاجئة لم يفصح عنها، قال إنها ستربك حسابات الميليشيات وتصيبهم في مقتل. وقال هادي أثناء لقائه أمس في عدن وزير الدولة أمين العاصمة صنعاء، اللواء عبد الغني جميل: «إن ساعة الخلاص قد دنت للانتصار للوطن أرضاً وإنساناً، وتخليصه من شرور جماعة الحوثي التي عاثت الفساد وقتلت النفس المحرمة، ودمرت البنى التحتية، تنفيذاً لرغبات أطراف خارجية لا تريد لليمن وشعبه والمنطقة الأمن والاستقرار».